responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 5
شأن المؤمنين, والمسلم يوصف بالبركة, قد جاء في الحديث (إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم) فأثبت له النبي صلى الله عليه وسلم بركة, وهذه البركة قلنا المُراد بها البركة .. الكثرة من كل ذي خير, حينئذ قد يكون الإنسان فيه شيءٌ من البركة بمعنى أنه إذا دعا قد يُقبَلُ دعاؤه وإذا وجّه قد تُقبَل دعوته ونحو ذلك هذا من شأن البركة التي جعلها الله تعالى في ذلك الشخص, إذا (إن من الشجر لما بركته كبركة المسلم) فأثبت النبي صلى الله عليه وسلم البركة لـ للمسلم.
(وأن يجعلك ممّن إذا أُعطيَّ شكر) (وأن يجعلك) أي يُصيّرَكَ, (ممّن) هذا عامٌ, (إذا أُعطيَّ شكرَ) (إذا) .. عبّر بإذا لأنها تدل على تحقق ما .. ما بعدها, بخلاف إن, ما قال (وأن يجعلك ممن إن أعطي شكر) (إن) شرطية, تدل على أن ما بعدها مشكوكٌ في وجوده, وأما (إذا) فتدل على تحققه, ولا شك أن عطاء الرب جل وعلا مُتحَقِق الوُُقوع, (وأن يجعلك ممّن إذا أُعطيَّ شكر) يعني أعطي من النِّعَم, نعم الدين و .. والدنيا, شكر .. لله تعالى, والشكر عرفان الإحسان ونشرهُ, عرفان الإحسان .. ونشره, يعني ذكره للغير, بأن يعرف بأن زيداً من الناس, أو خالقه جل وعلا, قد أحسن إليه بكذا, حينئذ عرفان الإحسان بقلبه ونشره .. ذكره باللسان هو الذي يُعتَبرُ شكراً, ولا يكون إلا عن يدٍ, يعني عن نعمة, هذا في اللغة, وكذلك حقيقته في العبودية, كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى: وهو ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده. ظهور .. الشكر هو ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده ثناءً واعترافاً, لأنه يكون باللسان وعلى قلبه شُهوداً ومحبةً, لأنه يكون بالقلب كذلك, وعلى جوارحه انقياداً وطاعةً, فالشكر سيكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بـ الجوارح و .. والأركان, باللسان يكون بالثناء والاعتراف وبالقلب يكون بالشهود والمحبة والاعتراف بالنعمة ونسبتها لفاعلها وخالقها جل وعلا, وكذلك يكون بالجوارح وذلك بـ الانقياد والسمع والطاعة.
(ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر) , (وإذا ابتلي صبر) أي على الابتلاء, والابتلاء هو الاختبار والامتحان, والبلاء كما يكون محنة يكون منحة, بمعنى أنه قد يكون بلاءً لا نعمة فيه البتة على العبد, وقد يكون البلاء في ظاهره وصورته بلاء ومحنة لكنه في باطنه منحة, بمعنى أنه إذا ابتليَّ فصبر وشكر واعترف بالقضاء والقدر وآمن وسلّم حينئذ صار في حقه نعمة, لأنه ترتب عليها من أعمال القلوب والاعتراف باللسان والانقياد بالجوارح والأركان ما لم يكون لو لم تكن هذه المصيبة.

اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 5
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست