responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 4
(أن يتولّاك) أسأل الله تعالى أن يتولاك, أي توليّتَكَ, فأن إذا ما دخلت عليه تأويل مصدر مفعولٌ به لقوله (أسأل الله) , (أن يتولاك) كما قال الله تعالى {اللهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ} , الله ولي .. الذين آمنوا, فالولي للمؤمن هو الله جل وعلا, قال الخَطّابيّ: الولي الناصر, ينصر عباده المؤمنين, ينصر عباده .. المؤمنين, و .. هذا يدل على أن المرء المسلم بحاجة إلى نصرة خالقه جل وعلا في الدنيا والآخرة كما قال المصنف رحمه الله تعالى (أن يتولاك في الدنيا والآخرة) , قال ابن القيّم رحمه الله تعالى: فقد أجمع العلماء بالله على أن التوفيق أَلّا يَكِلَ اللهُ العبدَ إلى نفسه, وأجمعوا على أن الخُذلان أن يُخلّيَّ بينه وبين نفسه. حينئذ التولية التي دعا بها المصنف رحمه الله لـ القارئ هي النُصرةُ والإعانةُ والهدايةُ والتوفيق من الرب جل وعلا, أي ثَمَّ أمران إما توفيقٌ وإما خُذلان, والتوفيق كما قال ابن القيم: ألا يكل الله العبد إلى نفسه, لأن النفس مصدرٌ للضعف والخَوَر, فإذا كان الإنسان مع نفسه حينئذ كان مع ضعيف وإذا كان مع ربه حينئذ كان مع قويّ جليل .. مع القوي الجليل, وأجمعوا على أن الخذلان هو أن يخلي بينه وبين نفسه, النفس أمّارةٌ بالسوء في أصلها, حينئذ إذا خُلّيَّ بين العبد وبين نفسه حينئذ جاءت المهالك والعياذ بالله. (في الدنيا والآخرة) الدنيا نَقِيْضُ الآخرة, والآخرة هي دار البقاء, والإعانة والتوفيق, والنصر كذلك كما يكون في الدنيا يكون في الآخرة. (وأن يجعلك) هذا معطوفٌ على قوله (أن يتولاك) , (وأن يجعلك) أي يُصَيّرَكَ, (مباركاً أينما كنت) وتوجهت, وتصاحبك البركة, يجعلك أي يصيرك والكاف هذه مفعولٌ أوّل, ومباركاً مفعولٌ ثانِ, مباركاً مفعولٌ .. ثانِ, والبركة هي الكثرةُ من كل ذي خيرٍ, مِن بَرَكَ الشيءُ إذا ثَبْت, ففيه خير وفيه دلالة على الثبوت و .. والاستقرار, لذلك قالوا: برك البعير, كذلك تُسمّى البِركَة لكونها ثابتةٌ .. لكونها ثابتةً مستقرة, إذا البركة هي الكثرة من كل ذي خير من برك الشيء إذا ثبت, وقوله (يجعلك مباركا أينما كنت) هذا فيه اقتباس من قول عيسى عليه السلام {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ} , {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ} قال مُجاهِد: نفّاعاً .. نفّاعاً, أينما كنت يعني أينما .. حلَّ وتَوجَّه, ومعلماً للخير حيثما كنت, والمسلم يُوصَفُ بالبركة, المسلم .. من حيث العموم يوصف بالبركة, والمراد بالبركة البركة المعنوية وليست بركة حسيّة, بمعنى يُتَبَرّكُ بجسده وشعره ونحو ذلك, إنما ذلك خاصٌ بالنبي صلى الله عليه وسلم في وقت حياته عليه الصلاة والسلام, وبعضهم يرى حتى أنه بعد مماته, مما بقي وثبت من .. من آثارِه, وأما غيرُ النبي صلى لله عليه وسلم فلا يُتَبَرّكُ بذاته ولا بما نتج عن ذاته البتة, وإنما تكون البركة معنوية, كما جاء في الآية السابقة {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ} قال مُجاهِد: نفّاعاً, ونفعُ الناس هذا ليس خاصاً بـ .. بالأنبياء والمرسلين بل هو عامٌ في ..

اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 4
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست