responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 10
بالإخلاص, فمن انتفى عنه الأمر الأول وهو لم يعبد الله انتفى عنه ملة إبراهيم .. انتفت عنه ملة إبراهيم, ومن عبد الله تعالى وعبد معه غيره حينئذ انتفى في حقه الإخلاص فلا يكون مخلصاً وإذا كان كذلك انتفى عنه وصف ملة إبراهيم كما قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} , وهنا كأن ثَمَّ محذوفاً في .. في الكلام, حيث قال (أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين) وهذه العبادة هي التي أمر الله بها الخلق أو تُقدر لها .. هي التي خلق الله عز وجل لها الخلق وأمرهم بها كما هو الشأن في .. الأصول الثلاثة, كما قال تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} إلا ليعبدون, و (ما) هذه نافية و (إلا) إيجاب واستثناء وهذا قصرٌ بل هو من أعلى درجات القصر ففي الآية قصر حكمة الخلق على شيءٍ واحد وهو .. عبادة الله تعالى وحده دون ما سواه, قصر حكمة الخلق للجن والإنس على العبادة فقط دون غيرها من .. من الحكم, ومن النص وهو واضحٌ بيّن أن الله تعالى لم يخلق العالم ـ عالم الجن ولا عالم الإنس ـ إلا لتحقيق غاية واحدة وحكمة واحدة وهي عبادته جل
وعلا بـ .. الإخلاص {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} وهذا يسميه البعض بالاستثناء المُفَرَّغْ من أعم الأحوال, أي ما خلقت الجن والإنس لأي حال من الأحوال ولأي غرض من الأغراض إلا لغرض واحد وحكمة واحدة وهي عبادته جل وعلا, قال عليٌّ رضي الله تعالى عنه في معنى الآية: أي ما خلقت الجن والإنس إلا لآمرهم بالعبادة, لآمرهم بـ .. بالعبادة, ويدل عليه قوله تعالى {وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهاً وَاحِداً} إذاً وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا أي أنهم ما خُلِقوا إلا من أجل أن يؤمَروا بالعبادة, وهذا يؤكد المعنى الذي ذكره عليٌّ رضي الله تعالى عنه.

اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست