responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 21
كذلك أخبرنا الرب جل وعلا, أن جميع الرسل قد دعوا إلى (لا إله إلا الله) وفسرها في القرآن فقال عز وجل {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} أي لا معبود حقٌ إلا .. إلا الله, {فَاعْبُدُونِ} أي لا تعبدوا غيري, وفسرها في قوله {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} , {أَنِ اعْبُدُواْ} هذا بمعنى (إلا الله) , و {وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} هذا بمعنى (لا إله).

والرسل كانوا يأتون أقوامهم فيقولون لهم {اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} دل ذلك كله على أن التوحيد المراد به توحيد الألوهية وأن معنى (لا إله إلا الله) هو معنى لا معبود بحق إلا الله, فإذا فُسِّر حينئذ بـ توحيد الربوبية كما فعله كثير من المتأخرين حينئذ أخطئوا الطريق وضلوا, وأضلوا من بعدهم.

قال (والدليل قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ}) هذا يدل على أنهم أقروا بهذه .. المفردات, وثمَّ آيةٌ واضحةٌ بيّنة نصّ الرب جل وعلا على أنهم جمعوا بين الإيمان والشرك, كما في قوله تعالى {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} , {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ} إذا هم آمنوا, هنا أثبت الإيمان لهم وأسنده إليهم وأخبر بأنه واقعٌ منهم فدل ذلك على وجود الإيمان, ولما قال {إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} دل على أن الإيمان السابق المراد به هو الاعتراف بمفردات توحيد الربوبية وليس المراد به توحيد الألوهية لقوله {إلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ} , فكان من إيمانهم إذا سُئلوا من خلق السماوات والأرض؟ قالوا الله, إذا اعترفوا بـ صفة الخلق, وإذا قيل لهم من ينزل القَطْرَ؟ أي من السماء, قالوا الله ثم مع ذلك يعبدون الأصنام ويشركون, فيعترفون ويؤمنون بكون الله عز وجل هو الخالق هو المالك هو المدبر ومع ذلك يصرفون أنواع العبادات إلى غيره جل وعلا, ومع ذلك لم يحكم عليهم الرب جل وعلا بكونهم مسلمين بل أرسل إليهم الرسل وقاتلوهم على .. على ذلك.

اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست