اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 22
{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ... } الآية, قال البغوي في الآية التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} أي من السماء بالمطر ومن الأرض بالنبات, من الذي ينزل المطر؟ الله, من الذي ينبت الأرض؟ الله, {أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ} أي من إعطائكم السمع والأبصار, {وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ} يخرج الحي من النطفة والنطفة من الحي, {وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ} أي يقضي الأمر, {فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ} هذا هو الشاهد, أخبر الله تعالى عنهم أنهم يسندون تلك الأفعال إلى الرب جل وعلا, {فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ} هو الذي يفعل هذه الأشياء, {فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} استدل على توحيد الألوهية بإقرارهم بتوحيد الربوبية, بمعنى أن توحيد الربوبية يعتبر دليلاً من أدلة إثبات توحيد الألوهية, {فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ} أفلا تخافون عقابه في شرككم, وقيل أفلا تتقون الشرك مع هذا الإقرار, ثم قال {فَذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ} أي الذي يفعل هذه الأشياء هو ربكم, {الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} أي فأين تُصرفون عن عبادته وأنتم مقرون به باعترافكم بهذه الأفعال التي لا تكون إلا لله عز وجل, حينئذ أراد المصنف رحمه الله تعالى بآية واحدة أن يقرر هذه القاعدة وهي أن المشركين الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم قد أقروا بتوحيد الربوبية ومع ذلك قاتلهم ومع ذلك لم يُدخلهم في الإسلام, لئلا يلتبس عليك أيها المسلم في التفريق بين المسلم الموحد وبين المشرك في كونه قد أتى بتوحيد .. الربوبية, فإتيانه بهذا التوحيد لا ينفعه البتة إلا إذا ضَم إليه توحيد الألوهية وهو إفراد الرب جل وعلا بـ العبادة, ثم انتقل إلى مسألة القاعدة الثانية ويأتي الحديث في الدرس القادم بإذن الله تعالى, والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 22