responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 18
(أن تعلم) علماً جازماً (أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم) كفار .. عبّر عن المشركين بالكفار على القول الراجح أن الشرك والكفر بمعنى واحد وليس ثم فرق إلا من حيث المعنى اللغوي فحسب, وإلا الشرك والكفر بمعنى واحد ولذلك عبر هنا عن المشركين بـ الكفار, (أن تعلم أن الكفار الذين قاتلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم) على اختلاف أنواعهم سواء كانوا يهود أو نصارى أو مشركي العرب .. ماذا حالهم؟ قال (مُقِرُّونَ بأن الله تعالى هو الخالق) يعني معترفون بألسنتهم ما اعتقدوه بقلوبهم وهذا بشهادة رب الأرض والسماء بأنهم أقروا بأن الله تعالى هو الخالق هو المدبر هو المالك, حينئذ قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود هذا الاعتقاد, لماذا؟ لكونه لم يكن هو المطلوب منهم على جهة الابتداء, وإن كان تابعاً لـ توحيد الألوهية, إذا (مقرون بأن الله تعالى) أي معترفون بألسنتهم لأن الإقرار لا يكون إقراراً إلا بـ نطقٍ مع اعتقاد بالقلب, ولذلك نقول أن الإيمان هو الإقرار بمعنى أنه يقر بما .. أبطنه في .. في قلبه, (مقرون) أي معترفون بألسنتهم, لابد من النطق بذلك ما اعتقدوه بقلوبهم, وأما إذا نطقوا بشيءٍ لم يعتقدوه بقلوبهم لا يسمى إقراراً البتة, بل هذا هو النفاق بـ بعينه, معترفون بألسنتهم ما اعتقدوه بقلوبهم, (بأن الله تعالى هو الخالق) وهذا فيه قصر, هو الخالق, يعني تعريف الجزأين المبتدأ والخبر يدل على القصر, نفهم من ذلك أن المشركين الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم يقولون: لا خالق إلا الله, بمعنى أنهم أثبتوا صفة الخلق لله عز وجل ونفوا الشركة في تلك الصفة, هو الخالق أي هو جل وعلا المنفرد بهذا الوصف, أي هو الخالق لا غيره, المدبر لجميع شؤونهم جل وعلا, (وأن ذلك) الإقرار بإفراد الله تعالى بأفعاله, الخالق المدبر وسائر أفعاله جل وعلا, (لم يدخلهم في الإسلام) لم يدخلهم .. في الإسلام, إذاً لا يُحكم على الشخص بكونه مسلماً لمجرد الإقرار بأفعال الرب جل وعلا, فمهما وصف من صفات الرب جل وعلا, ومهما قال وكتب من الاعتراف بما لله عز وجل في هذا الكون من الإعجاز الكوني ونحوه, فلا يُقَرُ له بالإسلام حتى يأتي بتوحيد الألوهية, وأن هذا التوحيد الذي قرره وأقر به قد أقر به المشركون من قبله, حينئذ كون النبي صلى الله عليه وسلم مع .. الآيات المتنزلة بكون المشركين مقرين بتوحيد الربوبية ومع ذلك يُصِرُّ النبي صلى الله عليه وسلم على قتالهم, يدل ذلك على أن توحيد الربوبية لم يدخلهم في الإسلام, ولا يُحكم عليهم بـ بالإسلام لمجرد الاعتراف بصفات الرب جل وعلا, (وأن ذلك لم يدخلهم في الإسلام) بل بقوا على أصل شركهم وبل بقوا على .. أصل شركهم, ثم أورد آية تدل على هذا والآيات كثيرة جداً في .. الكتاب.

اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست