اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 15
يَشَاءُ} فالشرك من مات عليه دون توبة لن يغفره الله تعالى وصاحبه مُخلَّدٌ في النار {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} , {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ} نفى المغفرة, وهنا يغفر فعل مضارع في صيغة النفي, فيشمل أدنى مغفرة, فلا يلحقه ولا جزءٌ من المغفرة, كل المغفرة بكمالها وأجزائها منفية عن هذا المُشرك, {أَن يُشْرَكَ بِهِ} والمراد بالشرك هنا الشرك الأكبر وهو دعوة غيره معه جل وعلا, وأما من لم يقع في الشرك فبيّن سبحانه وتعالى أنه إن مات على ما دون الشرك ولم يتب فهو تحت المشيئة, {وَيَغْفِرُ} الرب جل وعلا {مَا دُونَ ذَلِكَ} , يعني ما هو أقل من .. من الشرك به جل وعلا وهو الكبائر, {لِمَن يَشَاءُ} من أهل الذنوب و .. والآثام.
(وذلك) , أي الخلاص من هذه الشبكة, (بمعرفة) أي بسبب معرفة, (أربع قواعد ذكرها الله تعالى في كتابه) أربع قواعد, قواعد جمع قاعدة والمراد بها هنا الأصل, وهي ليست محصورة في أربعة بل هي تزيد ولكن أراد المصنف رحمه الله تعالى التيسير والتسهيل بِعَدِّها بأربع, وذكر أهم ما يمكن أن يُعتمد عليه, قال (ذكرها الله تعالى في كتابه) وهذا حقٌ وهو ظاهرٌ بيّن, لأن التوحيد ومعالم التوحيد وبيان حقيقة التوحيد وأنواع التوحيد, هذه لم يجعلها الله عز وجل لأحد من البشر البتة, وإنما خلق الخلق من أجل تحقيق التوحيد ثم بينه جل وعلا .. أتم بيانه بالكتاب والسنة, وكذلك أنواع التوحيد الثلاثة مُجْمَعٌ عليها, وهي مبينة في الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة على أتم بيان, كذلك ما يُقابله من الشرك الأكبر وأنواعه كبيره وصغيره مبينة على .. وجه التمام, ولذلك لا يكون للبشر هنا ـ سواء كانوا مجتهدين أو لا ـ لا يكون لهم اجتهاد في أصل التوحيد ولا في أنواع التوحيد ولا في أصل الشرك ولا في أنواع .. الشرك, وثمَّ أمورٌ قد وقع فيها المخالفون المتأخرون هي سبب ضلالهم في .. في هذا الباب لأنهم فسروا (الإله) وفسروا (لا إله إلا الله) , وفسروا (الرب) وفسروا (الشرك) بـ .. معانٍ لم يدل عليها حرفٌ من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلما وقعوا في هذا المحذور حينئذ انجرّوا في شبكة الشرك, كما قال المصنف هنا رحمه الله تعالى دون أن يشعروا, وظنوا أن تفسير التوحيد بما فسروه به أنه هو الحق وهو باطل وأن تفسير التوحيـ .. الشرك الذي فسروه به هو الحق وهو باطل. إذا هذه القواعد ذكرها الله تعالى في .. في كتابه, فالمصنف رحمه الله تعالى من طريقته أنه لا يأتي بمسألة من مسائل التوحيد إلا ويقرنُها بدليل من كتابٍ أو سنة, ليدل بذلك على أن دعوته قائمة على الكتاب والسنة وليست دعوة منطلقة من شخص أو من ذات شخص رحمه الله تعالى, وإنما هي مبينة على أصلٍ أصيل لمن فتح الله تعالى وفهم عنه جل وعلا. (وذلك بمعرفة أربع قواعد ذكرها الله تعالى في .. في كتابه) وهذه القواعد تُعرف بالاستقراء والتتبع وهو حجةٌ تثبت بها الأحكام الشرعية.
[القاعدة الأولى]
اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 15