responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 14
(فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها) .. نعم, (فإذا دخل الشرك في العبادة فسدت) أي العبادة (كالحدث إذا دخل في .. في الطهارة) , (فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار) , (أفسدها وأحبط العمل) أحبط بمعنى أبطل, {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} دل ذلك على أن الشرك محبطٌ للعمل, وهذا خطابٌ للنبي صلى الله عليه وسلم وهو خطاب لغيره, فإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام لجلالته وشرف مقامه لو وقع ـ ولن يقع ـ منه الشرك فقد توعده الله عز وجل بـ حبوط العمل, فكيف بمن هو دونه؟ فهو من بابٍ أولى وأحرى, (وأحبط العمل) قولاً أو بالجوارح, (وصار صاحبه) أي فاعله .. فاعل الشرك, (من الخالدين) أي من الماكثين في النار, (عرفت) حينئذ, (أن أهم) وأوجب وآكد, (ما عليك) يعني ما يلزمك, (معرفة ذلك) أي الشرك الذي يحبط العمل, فإذا تبيّن لك أن قليل الشرك يفسد العـ .. يفسد العبادة ولو عبد الله تعالى مئة عام وختم على نفسه بشرك أو بالوقوع في الشرك الأكبر حينئذ يتعين على المرء أن يعرف حقيقة الشرك, إذ لا يمكن له البتة أن يحترز عن الشرك دقيقه وجليله ظاهره وباطنه إلا بمعرفة أفراده, وكل ما تمعّن الناظر في أنواع الشرك وحقيقة الشرك حينئذ صار منه علمٌ بـ ذلك الشرك فلن يقع فيه إلا أن يشاء الله تعالى, وأما إذا كان جاهلاً قد يقع ولا .. ولا يشعر بذلك, (عرفت أن أهم ما عليك: معرفة ذلك، لعل الله) لعل للترجي (أن يخلصك) وينجيك (من هذه الشبكة) شبكة محركة كشبكة الصيّاد, يُجمَع على شَبَك وشِباك .. شَبَك و .. وشِباك, يقال شبكت الأمور واشتبكت وتشابكت اختلطت والتبست وطريقٌ شابكٌ مُتداخلٌ ملتَبِس, إذا الأمر فيه شيء من الالتباس, ولذلك كثر عند المتأخرين من الصوفية وغيرهم ثَمَّ ترويجاً لمذهبهم مع كونهم يستندون في ظاهر الأمر إلى نصوصٍ من الكتاب والسنة, فقد يقع عند العامي على جهة الخصوص وأشباه العوام ما قد يظن أن مذهبهم فيه شيءٌ من .. من الصحة, إذا ثَمَّ التباس واختلاط في الأمر, إذا قد وقع كبار ممن يُنسبُ إلى العلم في الوقوع في الشرك الأكبر من الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم والاستغاثة بالأموات وغيرها والأقطاب والغوث ونحو ذلك وهم يُشارُ إليهم بالبنان, فدل ذلك على أن الأمر شديد وأنه يحتاج من المسلم أن يعي حقيقة التوحيد وحقيقة الشرك وأن يعرف ماذا أراد الله عز وجل ممن معنى التوحيد وما أراد .. الذي أمر الله تعالى به, وماذا أراد الله تعالى من معنى الشرك الذي رتَّب عليه الخلود في النار, إذ لهما حقيقتان شرعيتان.

(لعل الله أن يخلصك من هذه الشبكة وهي الشرك بالله الذي قال الله تعالى فيه) مبيناً عظمة هذا الذنب وأنه أظلم الظلم وأعظم الذنوب على الإطلاق, قال جل وعلا مؤكداً هذا الخبر بقوله {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن

اسم الکتاب : الشرح الميسر للقواعد الأربع المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست