اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 18
خامسًا: أن العقيدة الصحيحة عصمة للدم والمال، وفسادها يوجب إهدارهما كما قال - صلى الله عليه وسلم -: في عير ما حديث: («أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويأتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله») متفقٌ عليه. الحديث دال على أنه لا عصمة للمال والدم إلا بتحقيق الشهادتين والصلاة والزكاة.
سادسًا: أن العقيدة الصحيحة شرط لحصول النصر والتمكين للأمة، وتحقيق الأمن والاجتماع. قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55] حينئذٍ هذا الهدف أو هذا الأمر متفق عليه، الآية نصٌ فيه، حينئذٍ إذا قيل بأن الأمة قد تفرقت وحصل لها ما حصل من النكبات والفساد والاختلاف فما الحل؟ نقول: ما حصل لهم ذلك إلا بتفرقهم في العقيدة، فساد العقيدة هو الذي أثمر لهم هذا التفرق، حينئذٍ ليمكن أن يجتمعوا إلا إذا صلحت لهم العقيدة، كما قال الله عز وجل في الآية السابقة.
سابعًا: أن العقيدة الصحيحة تحرر العقل من الشبهات الفاسدة والخرافات السخيفة. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً} [النساء: 174] تمنحه القناعة التامة والانفراد العقلي السالم من التناقض والخلل، كما قال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً} [النساء: 82] فساد هذه العقيدة يورث القلق والحيرة.
المقدمة السابعة.
مصادر العقيدة الإسلامية عرفنا فيما سبق أن العقيدة الإسلامية من ثلاثة مصادر: الكتاب، واختلف عرض الكتاب للعقيدة، إما بالبيان المباشر الأمر {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ} أو ببيان المخالف والرد عليه، وبيان قصص الأنبياء ونحو ذلك.
ثانيًا: السنة بأنواعها سواء كانت متواترة أم آحادية التفريق بين السنة بكونها يُقبل منها المتواتر دون الآحاد في باب المعتقد هذا من بدع المتأخرين، والسنة تفسر القرآن وتبينه وتدل عليه وتعبر عنه وتزيد عليه. قال تعالى: {وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} ... [النحل: 44]، والأحاديث كثيرة جدًا في السنة، وهي مليئة بالحديث سواء كانت آحادية أم متواترة دالة على العقيدة حتى أفردها جمع من السلف المتقدمين بالتصنيف.
ثالثًا: الإجماع هو الأصل الثالث الذي يعتمد عليه ويحتج به وثبوته معلوم من كتب الأصول إن كان الصحيح أن الإجماع إنما يتصور في عهد الصحابة كما سيأتي في ((الواسطية)) نص على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
المقدمة الثامنة.
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 18