اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 17
أولاً: العقيدة أصل الدين، العقيدة هي أصل الدين، وهي أساسُ دعوة المرسلين، عندما تقول عقيدة تتصور وتتخيل أن التوحيد بأنواعه الثلاثة داخل في مسمى العقيدة، لأن الإيمان بالله يتضمن توحيده جل وعلا في ربوبيته، ويتضمن توحيده جل وعلا في أسمائه وصفاته، ويتضمن توحيده جل وعلا في ألوهيته، إذا كان كذلك صارت العقيدة أصل للدين، فلا يمكن أن يقبل فرع إلا بتصحيح هذا الأصل، كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: 25]، {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} [النحل: 36] وهذا أعلى درجات الإجماع، تخيل إذا مر بك الإجماع قل: نعم الإجماع موجود وأعلى درجات الإجماع هو إجماع الرسل، أجمعوا على ماذا؟ أن أنه لا إله إلا الله، أليس كذلك؟ {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ} وهنا قال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} إذًا أعلى درجات الإجماع القطعي الذي لا ينازع فيه إلا مرتد، هو مفهوم لا إله إلا الله، وأن الرسل إنما بعثوا لأجل تحقيق التوحيد ومطالبة العباد بذلك. إذًا الأول العقيدة أصل الدين وأساس دعوة المرسلين.
ثانيًا: أن العقيدة الصحيحة شرط لصحة الأعمال وقبولها. قال تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 112] وفسادها سبب لردها في الدنيا وحبوطها في الآخرة كما قال تعالى: {وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ} [التوبة: 54] قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُوراً} [الفرقان: 23]. إذًا العقيدة أساس لتصحيح العمل وهي أعظم الواجبات وآكدوها.
ثالثًا: أن العقيدة سببٌ لسعادة الدنيا والآخرة كما قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى} [النحل: 97] قال: {وَهُوَ مُؤْمِنٌ} هذا قيد، مفهومه من لم يكن مؤمنًا لا صلاح له لا في الدنيا ولا في الآخرة، {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} فلا سعادة للقلوب ولا نعيم للأرواح ولا للأبدان ولا سرور، إلا بأن تعبد ربها وفاطرها جل في علاه، والعكس بالعكس، أن الإعراض عن الرب جل وعلا سبب للشقاء وفساد النوايا، قال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه: 124] الإعراض عنها سبب للشقاء في الدنيا والآخرة.
رابعًا: أنها أصلٌ في أعمال الجوارح بمعنى أن صلاح العقيدة يُورث صلاح العمل والعكس بالعكس.
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 17