اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 19
ما يتعلق بكتابنا وهو ((الواسطية)). ثَمَّ ترجمة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى والوقوف مع أهل العلم في مثل هذه المواضع يعتبر من السنن التعليمية الحسنة لأنها تبث العاطفة للطلاب وتشجع وتقوي الإرادة وتحيي الهمة خاصةً شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، وهو هو في العلم والشريعة وتفننه واحتوائه على كثير، بل على جُلِّ المسائل المتعلقة بالشرع. قال في ((العقود الدرية)) من مناقب شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله تعالى: هو الشيخ الإمام الرباني إمام الأئمة، ومفتي الأمة وبحر العلوم سيد الحفاظ وفارس المعاني والألفاظ، فريد العصر، وقريع الدهر، شيخ الإسلام، بركة الأنام، وعلامة الزمان، وترجمان القرآن، وعلم الزُّهَّاد، وأوحد العباد، قامع المبتدعين، وآخر المجتهدين تقي الدين أبو العباس أحمد بن الشيخ الإمام العلامة شهاب الدين أبي المحاسن عبد الحليم بن الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام مجد الدين أبي البركات عبد السلام بن أبي محمد عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمية الحراني، نزيل دمشق صاحب التصنيف التي لم يسبق إلى مثلها. سلسلة من العلماء وأبوه وجده كلاهما من أهل العلم، قيل: إن جده محمد بن الخضر حج على درب تيماء فرأى هناك طفلة فلما رجع وجد امرأته قد ولدت له بنتًا، فقال: يا تيمية يا تيمية. فلقب بذلك ذكر ابن نجار أن جده محمد كانت أمه تسمى تيمية، وكانت واعظةً فنسب إليها وعرف بها، ولد شيخ الإسلام أبو العباس رحمه الله تعالى في سنة إحدى وستين وست مئة، وسافر ولداه به وبإخوته إلى الشام عند جور التتار، وقدموا دمشق في أثناء سنة سبعٍ وستين وست مئة، وسمعوا من الشيخ زين الدين أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي ((جزء ابن عرفة)) كله، ثم سمع الكثير من أبي اليسر والكمال ابن عبد، والمجد ابن عساكر، وأصحاب الخشوع، ومن الجمال يحيى بن صيرفي، ومن غيرهم كثير، سمع المسند مسند الإمام أحمد بن حنبل مرات، وسمع الكتب الستة الكبار، والأجزاء، ومن مسموعاته ((معجم الطبراني الكبير)) وعني بالحديث، وقرأ ونسخ وتعلم الخط والحساب في المكتب، وحفظ القرآن، وأقبل على الفقه وقرأ العربية على ابن عبد القوي، ثم فهمها، وأخذ يتأمل ((كتاب سيبويه)) حتى فهم النحو، وأقبل على التفسير إقبالاً كليًّا حتى حاز فيه قصب السبق، وأحكم أصول الفقه وغير ذلك. وهذا نذكره لنبين أن هذا هو مسلك أهل العلم الذين نحتج أو نستأنس بأقوالهم في فهم الشريعة، إنما نفهم الشريعة عن طريق هؤلاء الأئمة، وأنت كما ترى أنهم يقرؤون الشريعة بكمالها، ولا تجزأ كما تجزأ الشريعة الآن في هذا العصر، ولا يقال أصولي دون أن يكون فقيهًا، أو فقيهًا دون أن يكون مفسرًا، وإنما مسلك أهل العلم أنهم يأخذون الشريعة على وجه الكمال، يقرؤون ما يتعلق بالكتاب، وما يكون خادمًا للكتاب، وتعلمون ما يتعلق بالسنة، وما يكون خادم للسنة. قال: هذا كله وهو بعد ابن بضع عشرة سنة، فانبهر أهل دمشق من فرط ذكائه وسيلان ذهنه وقوة حافظته وسرعة إدراكه.
اسم الکتاب : شرح العقيدة الواسطية المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 19