اسم الکتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 9
قال: (مُستَعينَا)، (أَبدَأُ بِاسمِ اللهِ مُستَعينَا)، (مُستَعينَا) هذا حالٌ صرح بهذا اللفظ متضمن معنى الباء يعني: أبدأ بسم الله الباء هنا للاستعانة، ولذلك جزمنا بها ولم نأت بالأقوال الأخرى لأنه صرح بأن الباء هنا للاستعانة، (أَبدَأُ) حال كون مستعينًا، (مُستَعينَا) الألف هذه بدل عن التنوين وليست للإطلاق مستعينًا به أو إياه، يعني: بالباء وبدونه، وبعلى كذلك، الاستعانة تتعدى بنفسها {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] نستعين إياك. إياك هذا مفعول مقدم من نستعين نستعينك هذا الأصل تعدى بنفسه وقد يتعدى بالباء نستعين بالصبر، وقد يتعدى بأعلى {وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] إذًا الاستعانة ومادتها وما اشتق منها قد يتعدى بنفسه كقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} تَعَدَّى بنفسه دون (باءٍ) أو (على) وقد يتعدى بالباء كقوله: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةَِ} [البقرة: 45] تعدى بالباء، أو يتعدى بـ (على) {وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} مستعينًا به أو إياه. إذًا نقدر النوعين وبدونه يعني: (الباء) وبـ (على) أي طالبًا منه العون على ماذا؟ على فعل طاعته وترك معصيته، ولذلك جاء قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}.
اسم الکتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 9