اسم الکتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 7
وثانيًا أن يكون متأخرًا ولا يكون متقدمًا على النظم من أجل النظم ألجه ذلك إلى مخالفة المشهور عند أهل العلم وتقديره فعلاً خاص متأخرًا هو الأرجح، ثم حذفه كذلك هو الأرجح. والباء في البسملة هنا بسم الله للاستعانة وصرح بذلك المضموم بقوله: (مُستَعينَا) توكيد لمعنى الباء وهي الاستعانة، والاسم مضافٌ والله مضافٌ إليه بسم الله (أَبدَأُ بِاسمِ اللهِ) إذًا اسم مضاف ولفظ الجلالة مضاف إليه، والإضافة هنا تفيد العموم وهذه فائدة ذكرها الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى في ((القواعد الحسان)) بسم الله أي: بكل اسمٍ هو لله، حينئذٍ حصلت الاستعانة بماذا؟ بكل اسمٍ هو لله عز وجل ولا شك أن هذا المعنى عظيم لمن تدبره عند البسملة، أي بكل اسمٍ هو لله تعالى، (الله) علمٌ على ذاته تبارك وتعالى وهو أعرف المعارف على الإطلاق، وقال بعض العلماء: إنه اسم الله الأعظم. وفيه خلافٌ. و (الله) يتناول جميع معاني الأسماء بطريق التضمن كما سيأتي في بابه إن شاء الله تعالى، ولذلك كل الأسماء الحسنى تضاف إليه كما قال تعالى: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى} [الأعراف: 180] تضاف إليه يعني: يتقدم اسم الله عز وجل ويتأخر ما بعده كما قال تعالى: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى} [طه: 8]، {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ} [الحشر: 23] .. إلى آخره، فيقال: (الله)، (الرحمن الرحيم)، ولا يقال: (الرحمن) (الله) فلا يكون تابعًا لأن (الله) أعم (الرحمن) خاص، فلا يتقدم الخاص على العام، إنما يُعْطَفُ بالخاص على العام، ولا يُعْطَفُ بالعام على الخاص، وهو مشتقٌ على الصحيح (الله) مشتقٌ على الصحيح من أَلَهَ يَأْلَهُ إِلَهةً، فأصل الاسم (الله) أصله الإله سيأتي بحثه مفصلاً في موضعه إن شاء الله تعالى عند الكلام على الشهادة، ومعناه ذو الألوهية التي لا تنبغي إلا له، ومعنى أَلَهَ يَأْلَهُ إِلَهةً عَبَدَ يَعْبُدُ عبادةً، فالله المألوه أي المعبود. وسيأتي بحثه إن شاء الله تعالى مفصلاً.
اسم الکتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 7