اسم الکتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 20
بعد (وَبَعدُ) الأصل أن يقول أما بعد، لكن قد يحذف بعض المصنفين ويأتي بالواو يحذف أما ويأتي بالواو بدلاً عنها لكنه ليس هو السنة، السنة اللفظ «أما بعد». فإذا قال: (وَبَعدُ). حينئذٍ لم يصل السنة، لأن للسنة هنا لفظًا، حينئذٍ لا بد من التقيد بها، (وَبَعدُ) أي بعد ما تقدم من البسملة والحمدلة ونحو ذلك، هذه الكلمة يؤتى بها للانتقال من أسلوبٍ إلى أسلوبٍ آخر ويندب الإتيان بها في الخطب والمكاتبات كما كان - صلى الله عليه وسلم - يأتي بها في خطبه ومكاتباته، والواو نائبةٌ عن (أما) و (أما) نائبةٌ عن (مهما يكن من شيء) فهي متضمنة لمعنى الشرط، والأصل أن يأتي بعدها بالفاء الجزائية لكنه أسقطها هنا لضرورة النظم. (وَبَعدُ: إِنِّي) الأصل وبعد فإني، هذا الأصل فيه، يجب ذكر الفاء لكن أسقطها للضرورة النظم.
(وَبَعدُ:) ظرفٌ مبهم لا يفهم معناه إلا بالإضافة لغيره وهو زمانٌ متراخي عن السابق، ويُبْنَى على الضم لقطعه عن الإضافة ونية معنى المضاف إليه.
(إِنِّي بِاليَقينِ) قلنا على إسقاط الفاء الجزائية ضرورة، واليقين من صفة العلم يعني: العلم وزيادة العلم. فوق المعرفة والدراية وأخواتها، يقال علم اليقين ولا يقال معرفة اليقين. إذًا هو صفةٌ للعلم لا للمعرفة نص على ذلك الراغب الأصبهاني في ((المفردات)) وهو أي اليقين: سكون الفهم مع ثبات الحكم القاطع الجازم بدون شكٍ ولا ترددٍ.
(أَشهَدْ ** شَهادَةَ الإِخلاصِ)، (أَشهَدْ) سيأتي البحث في معنى الشهادة في موضعها والكلام فيها يطول، والأنسب أن يؤخر إلى موضعه. (أَشهَدْ ** شَهادَةَ الإِخلاصِ)، (شَهادَةَ) بالنصب على أنه مفعولٌ مطلق نوعيّ أو لا؟ نوعي؛ لأنه أضاف إلى ما بعده. إذًا مفعولٌ مطلقٌ النوعي. (الإِخلاصِ) مضافٌ إلى (شَهادَةَ) من إضافة الموصوف إلى الصفة، أي: الشهادة التي يَخْلُصُ بها من الشرك ويكون بقولها واعتقاد معناها موحدًا. قال ماذا؟ (أَنْ لا يُعبَدُ. بِالْحَقِّ مَألُوهٌ سِوَى الرَّحمَانِ) أراد أن يأتي في المقدمة بقوله: أشهد أن لا إله إلا الله، ولكنه ضاق عليه النظم فجاء بالمعنى (أَنْ لا) ألا، أن هذه مخففةٌ من الثقيلة أصلها أنَّ، واسمها استكن يعني: حذف وجوبًا.
وَإِنْ تُخَفَّفُ أَنَّ فَاسْمُهَا اسْتَكَن ... وَالْخَبَر اجْعَلْ جُمْلَةً منْ بَعْدِ أَنّ
(أَنْ لا) إذًا جملة (لا يُعبَدُ) خبر أن المخففة، أين اسمها؟ ضمير الشأن محذوف تقديره أَنْهُ، ولا تقدره أَنَّهُ قطع هذا، وإنما يقدر أَنْهُ بالتخفيف ثم الضمير.
إذًا (أَنْ) مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن مستكنٌ، والتقدير أَنْهُ، مستكن يعني محذوف، والخبر (لا يُعبَدُ) وهذا مضارع مغير الصيغة (بِالْحَقِّ) هذا جار مجرور متعلق بـ (يُعْبَدُ)، (أَنْ لا يُعْبَدُ)، (يُعْبَدُ) مغير الصيغة، (مَألُوهٌ) إيش إعرابه؟
[نائب فاعل]
اسم الکتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 20