اسم الکتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 21
[أحسنت] نائب فاعل لـ (يُعبَدُ) ومعناه معبودٌ، (مَألُوهٌ) أي معبودٌ ويأتي في موضعه، (سِوَى الرَّحمَانِ)، (سِوَى) أداة استثناء بمعنى إلا هي من أدوات الاستثناء (الرَّحمَانِ)، (سِوَى الرَّحمَانِ) أي لا معبود بحقٍ إلا الله عز وجل. إذًا أراد معني الشهادة والتقييد بحق يُخْرِجُ به الآلهة المعبودة بباطل، فإنها قد عُبِدَت والمنفي هو استحقاق العبادة عن غير الله عز وجل لا وقوعها، لا إله إلا الله يعني: لا معبود حقٌ إلا الله، ما هو المنفي وجود الآلهة الباطلة أو استحقاقها؟ الثاني، هذا المراد كما سيأتي مفصلاً في موضعه إن شاء الله تعالى. وهذه هي شهادة لا إله إلا الله. قال الناظم: ولما لم يمكن في النظم الإتيان بلفظها نظمتها بمعناها، وسيأتي شرحها في موضعه إن شاء الله تعالى.
(مَنْ جَلَّ عَن عَيبٍ وَعَن نُقصَانِ)، (مَنْ) أي الذي (جَلَّ) أي عَظُمَ، والجلالة عِظَمُ القدر، والجلال بغيرها التناهي في ذلك، وخُصَّ بوصف الله تعالى فقيل: ذو الجلال والإكرام، ولم يستعمل في غيره. والجليل العظيم القدر في صفات كماله ونعوت جلاله (عَن عَيبٍ وَعَن نُقصَانِ) وهما لفظان مترادفان كما قال الناظم، فكل عيبٍ يسمى نقصانًا، وكل نقصانٍ يسمى عيبًا، والله سبحانه وتعالى منزهٌ عن ذلك كله، بل له الجلال المطلق والكمال المطلق بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله.
وقيل: العيب الوصمة، والنقص: الخسران في الحظ. العيب الوصمة، والنقص هو الخسران في الحظ، والنقصان المصدر ونقصته فهو منقوص {وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ} [البقرة: 155]، {وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ} [هود: 109].
وَأَنَّ خَيرَ خَلقِهِ مُحَمَّدَا ... مَن جَاءَنَا بِالبَيِّناتِ وَالهُدَى
رَسُولُهُ إِلَى جَميعِ الْخَلقِ ... بِالنُّورِ والهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ
(وَأَنَّ خَيرَ خَلقِهِ) يعني وأشهد كذلك، أن خير أي أفضل (خَيرَ) هذا أفعل التفضيل حُذِفَت الهمزة للتخفيف.
وغالبًا أغناهم خيرٌ وشر ... عن قولهم أخير منهم وأشر
هكذا قال ابن مالك في كافيته. (وَأَنَّ خَيرَ) أي أفضل (خَلقِهِ) أي مخلوقاته، فالخلق هنا مصدر بمعنى المخلوق، أي مخلوقاته والضمير يعود إلى الرحمن (خَلقِهِ) أي: مخلوقاته جل وعلا، (مُحَمَّدَاْ) الألف هذه بدلٌ عن التنوين وهو بدلٌ من (خَيرَ) أو عطف بيان، يجوز هذا وذاك وهو أشرف أسمائه - صلى الله عليه وسلم - اسم مفعول من حُمِّدَ فهو محمدٌ، إذا كان كثير الخصال التي يحمد عليها، ومن المضاعف للمبالغة فهو الذي يحمد أكثر من ما يحمد غيره من البشر، أو يَحْمَدُ هو كذلك، يعني هو محمودٌ أكثر من غيره من البشر، وكذلك هو يحمد ربه أكثر من غيره من البشر، فمعناه الكثير المحامد فهو أبلغ من محمود.
(مَن جَاءَنَا بِالبَيِّناتِ) جمع بينةٍ وهو ما يَبِين به الشيء ويكون حجةً، (وَالهُدَى) من عند الله عز وجل هذه الجملة صلة (مَن) وهو محله النصب نعتٌ لمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم - والخبر (رَسُولُهُ)، (وَأَنَّ خَيرَ)، (خَيرَ) هذا اسم أن (خَلقِهِ) هذا مضاف إلى (خَيرَ)، (مُحَمَّدَاْ) بدل أو عطف بيان.
...................
اسم الکتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 21