responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 19
(عَمَلِي) دخل عمل القلب واللسان والجوارح وهو مضافٌ إليه من إضافة الصفة إلى الموصوف، أي: عملي السيئ. (أَستَغفِرُهْ) السين للطلب أي أطلب منه مغفرة تلك المساوي ما تقدم منها ما وتأخرت إنه هو أهل التقوى وأهل المغفرة، والغفران والمغفرة من الله تعالى هو أن يصون العبد من أن يمسه العذاب {غُفْرَانَكَ رَبَّنَا}، والاستغفار طلب ذلك بالمقال والفعال، والمغفرة ستر الذنب ومحو أثره يعني: ليس سترًا فحسب وإنما يستر الذنب مع محو الأثر كما قال رحمه الله تعالى:
وَأَستَعينُهُ عَلَى نَيلِ الرِّضَا ... وَأَستَمِدُّ لُطفَهُ فِيمَا قَضَى

(وَأَستَعينُهُ) أي أطلب منه العون السين للطلب، الاستعانة طلب العون وهو المعاونة والمظاهرة، (عَلَى نَيلِ الرِّضَا)، (عَلَى نَيلِ) يقال: نَالَ الشيء نَيْلاً يعني: أدركه وبلغه أي على حصول الرضا، الرضا فيما ما سبق (رَاضٍ بِهِ) المراد به رضا العبد، وهنا أراد به رضا الخالق جل وعلا، أي على حصول الرضا أي رضا ربه تبارك وتعالى وحصوله إنما يكون بالعمل الصالح، يكون بماذا؟ بالعمل الصالح كيف يصل العبد إلى رضا مولاه عنه؟ كيف يرضى عنك؟ بالعمل الصالح فهو استعانةٌ به على فعل الأعمال الصالحة التي بسببها يُنال رضاه أن يرزقه إياها وينيله بسببها رضاه بفضله ورحمته، (وَأَستَمِدُّ) أي أطلب منه الإمداد، يقال مدَّ الشيء زاد فيه، والجيش أعانه بمددٍ يقويه. (لُطفَهُ) أي جل وعلا الضمير يعود إلى الخالق سبحانه أي أستزيده (وَأَستَمِدُّ) أي أستزيده لطفه بي أي بره وإحسانه، فاللطف هنا بمعنى البر والإحسان (فِيمَا قَضَى) يعني في الذي قضاه ما هنا بمعنى الذي (قَضَى) قضاه حذف ماذا؟ حذف العائل وهو مفعولٌ به.
وحذف فضلةٍ أجز إن لم يضر
(فِيمَا قَضَى) أي في الذي قضاه وقدره من المصائب وأن يجعله راضيًا بذلك مؤمنًا به مستيقنًا أنه من عند الله، وأن وقوعه خيرٌ عنده من كونه لم يقع وأن يهدي قوله كما قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [التغابن: 11]. وكما قال - صلى الله عليه وسلم -: «وأسألك الرضى بعد القضاء» الحديث. فإن ذلك أعلى درجات الإيمان بالقدر وهو الرضا بالمصيبة كما سيأتي في محله إن شاء الله تعالى.
وَبَعدُ: إِنِّي بِاليَقينِ أَشهَدْ ... شَهادَةَ الإِخلاصِ أَنْ لا يُعبَدُ

أشهدْ بإسكان الدال.
بِالْحَقِّ مَألُوهٌ سِوَى الرَّحمَانِ ... مَنْ جَلَّ عَن عَيبٍ وَعَن نُقصَانِ

اسم الکتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست