responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 13
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في تعريف الحمد: الحمدُ هو ذكر صفات المحمود مع حبه وتعظيمه وإجلاله. وهذا أولى ما يقال في الحمد. ذكر صفات المحمود عَمَّمَ، وصفات المحمود منها ما هو مُتَعَدٍّ ومنها ما هو لازِم. إذًا يحمد الله تعالى على جميع صفاته ولا نخص نوعًا دون نوعٍ، وقيده بقوله: مع حبه وتعظيمه وإجلاله. لأنه إذا لم يكن معه تعظيم فهو مدح وليس بحمدٍ. قال رحمه الله تعالى: (فإن تجرد عن ذلك) يعني: عن المحبة والتعظيم والإجلال فهو مدحٌ فالفرق بينهما أن الإخبار عن محاسن الغير إما أن يكون إخبار مجردًا من حبٍ وإرادةٍ، أو مقرونًا بحبه وإرادته، فإن كان الأول فهو مدحٌ، وإن كان الثاني فهو الحمد.
إذًا عرفنا الفرق بين الحمد والمدح. كلاهما إخبارٌ عن المحاسن، فإن صاحب الإخبار محبة وتعظيم فهو حمدٌ، وإن تجرد - لأنه قد يثني زيدٌ على عمرٍو ولا يكون محبًا له بل يكون مبغضًا له يكون مجاملاً منافقًا ونحو ذلك، حينئذٍ نقول: هذا الذكر باللسان لا نصفه بأنه حمد، لماذا؟ لتجرده عن المحبة والتعظيم. وقوله: (للهِ) متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، واللام للملك أو للاختصاص أو الاستحقاق، ولما كان من أكبر نعم الله علينا وأجل مننه الواصلة إلينا هدايته إيانا إلى صراطه المستقيم الذي هو دين الإسلام الذي أرسل الله به رسله وأنزل به كتبه ولا يقبل من أحد غير ناسب الثناء عليه بها، فقال: (كَمَا هَدانا)، (الحَمدُ للهِ كَمَا هَدانا) الكاف هنا بمعنى على، وما هنا مصدرية، وما المصدرية تؤول ما بعدها بمصدرٍ، يعني كأنه قال: الحمد لله على هدايته إيانًا، والجار ومجرور متعلق بقوله: (الحَمدُ) لأنه مصدرٌ.
إذًا (كَمَا هَدانا) جار ومجرور متعلق جار ومجرور، أين الجار والمجرور؟ الكاف مع المصدر المؤول، أين المصدر المؤول (مَا هَدانا) هدى فعل ماضي و (نا) مفعول به في محل نصب مفعول به، والفاعل هو الله عز وجل، وما المصدرية مع ما دخلت يعني الذي بعدها الفعل في تأويل مصدر، وهذا المصدر مجرور بالكاف التي هي بمعنى على، والجار مجرور كهدايته متعلق بقوله: (الحَمدُ) يعني حمد الله تعالى - على نوعٍ من أنواع إنعامه وهو هدايته جل وعلا إيانا، ثم الهداية نوعان:
إما أن تكون هداية إرشاد ودلالة.
- أو هداية توفيق وتسديد.

اسم الکتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست