responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 14
وحينئذٍ تدخل أو يدخل في هذا النص النوعان. (كَمَا هَدانا) أي على هدايته إيانا إرشادًا ودلالة بكتبه ورسله وتوفيقًا وتسديدًا بمشيئته وقدره، والهداية الدلالة بلطفٍ وأما قوله تعالى: {فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ} [الصافات: 23] و، {يَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ} [الحج: 4] هذا على جهة التهكم كما قاله أرباب المعاني، يعني مبالغة في المعنى كقوله: ... {فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الانشقاق: 24] البشارة إنما تكون في الخير {فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} هذا من باب التهكم بهم (كَمَا هَدانا ** إِلَى سَبيلِ الحَقِّ وَاْجتَبانا)، (إِلَى سَبيلِ) السبيل الطريق الذي فيه سهولة، وجمعه سُبُل {وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً} [النحل: 15]، وقوله: {لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ} [الزخرف: 37] يعني به طريق الحق لأن اسم الجنس إذا أُطْلِق يختص بما هو الحق، يعني: إذا أطلق السبيل في الشرع حينئذٍ ينصرف إلى السبيل الحق لأنه هو الأصل في استعمال اسم الجنس، يعني: يطلق على الكمال اسم الجنس إذا أُطلق انصرف إلى الكمال، والكمال إنما يكون للدين الحق. وقوله: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ} [النحل: 125]، وقوله: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي} [يوسف: 108] أنظر هنا {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ} أضافه إلى الرب جل وعلا {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي} كلاهما واحد لكنه أضاف الأول إلى المبلغ الآمر وهو الله عز وجل والثاني إلى السالك به (إِلَى سَبيلِ الحَقِّ) الحق ضد الباطل، وأصل الحق المطابقة والموافقة، ويطلق الحق على الاعتقاد للشيء المطابق لما عليه ذلك الشيء في نفسه كقولنا اعتقاد فلانٍ في البعث والجنة والنار حق، يعني: وافق وطابق الواقع، اعتقاده في الجنة حقٌ واعتقاده في النار حقٌ وفي البعث والقضاء والقدر حقٌ، يعني ثابت مطابق للواقع، ومنه {فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ البقرة} [البقرة: 213] والحق الثابت وهو اسم من أسماء الله تعالى ويطلق ويراد به الإسلام، ويطلق ويراد به العدل، والإضافة هنا (سَبيلِ الحَقِّ) يحتمل أنها بيانية إلى سبيلٍ هو الحق، أو من باب إضافة الموصوف إلى الصفة أي السبيل الموصوف بأنه حقٌّ والخلاف لفظيّ، فدين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو السبيل الحق وحده ولا حق سواه، وهو دين الإسلام والإيمان.

اسم الکتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست