responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 12
ثانيًا صح الاستثناء {إِلَّا الَّذِينَ} ولذلك قال: إنسان في اللفظ مفرد لكل لما استثنى استثنى جمعًا دل على ماذا؟ على أن مدخول (أل) جمع، {إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ} والذين معلوم أنه جمع فحينئذٍ استثنى جمعًا من لفظٍ مفرد لماذا؟ لأن اللفظ المفرد المراد به هنا الجمع، ولذلك قال هناك في سورة النور {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ} [النور: 31] الطفل واحد في اللفظ لكن المراد به الأطفال بدليل ماذا؟ وصفه بالذين، وشرط النعت التطابق مع منعوته، وهنا حصل التطابق في المعنى كقوله: {فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ} [النمل: 45]. إذًا الألف واللام هنا للاستغراق، فجميع أنواع المحامد كلها لله سبحانه مِلْكًا واستحقاقًا، فاللام في قوله: (للهِ) للاختصاص، وكذلك تحمل على الملكية مِلْكًا، وكذلك للاستحقاق، والحمد في اللغة على المشهور الثناء بالصفات الجميلة والأفعال الحسنة، وأما عرف في الاصطلاح الذي اشتهر عند أرباب التصنيف فهو فعلٌ يُنْبِئُ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعمًا، هذا اشتهر عند كثير من أرباب التصنيف ونحن نذكره دائمًا لكن لنقضه لا لتأييده، لأن قولهم فعلٌ لا شك أنه يشمل الاعتقاد وقول اللسان وعمل الجوارح والأركان، حينئذٍ الحمد يكون باللسان ويكون بالاعتقاد ويكون بالجوارح والأركان، وهذا لا اعتراض عليه، وإنما الاعتراض على كون هذا الفعل يُنبئ ويشير عن تعظيم المنعم بسب كونه منعمًا، فحينئذٍ خصّ هذا الثناء بماذا؟ بالصفات المتعدِّية لله عز وجل دون الصفات اللازمة، والله تعالى يُحمد على النوعين. وقوله: يُنبئ عن تعظيم المنعم بسبب كونه منعمًا، كأنه يقول: يُحمد الله تعالى على إنعامه وإحسانه، وهل هذا صحيح؟ نقول: هذا نوعٌ من أنواع الحمد، والله تعالى يحمد على صفاته اللازمة الذاتية كما يحمد على إحسانه وإنعامه، وأما جعل الحمد مقابلة للإنعام فحسب فهذا قصور في العبارة، وهذا التعريف قصر الحمد على الصفات المتعدِّية وهي الإنعام وفيه نظر، والله تعالى يُحمد على كماله عز وجل وعلى إنعامه على النوعين، فنحمد الله عز وجل لأنه كامل الصفات من كل وجهٍ، ونحمده أيضًا لأنه كامل الإنعام والإحسان، ولا نخص نوعًا دون نوعٍ {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ} [النحل: 53] وأكبر نعمةٍ أنعمها الله عز وجل على الخلق هي إرسال الرسل، وإرسال الرسل يحصل به هداية الخلق.

اسم الکتاب : شرح سلم الوصول في علم الأصول المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست