إذًا مقدمة بَيَّنَ فيها ماذا؟ بَيَّنَ فيها توحيد الإلوهية وعرفه وأنه دين الرسل أجمعين، وبَيَّنَ اعتقاد المشركين في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أول ما نشأ الشرك، وأن اعتقاد المشركين في زمن الرسول - صلى الله عليه وسلم - إنما هو توحيد الربوبية، وبَيَّنَ فيه معنى الإله - وهذا أيضًا سيأتي معنا - الفرق بين الرب والإله، وهو ما دار عليه الأشاعرة وانحرفوا في فهم، فسروا الإله بمعنى الرب بمعنى الخالق - كما سيأتي في محله - وكذلك الجهل والتأويل وسنن الله تعالى في عداوة أهل الباطل.
القسم الثاني في الكتاب: ذكر شبه المعارضين وردها وفندها من طريق الإجمالي وركز عليه وأثنى عليه، ثم الطريق التفصيلي.
الخاتمة وهي القسم الثالث من الكتاب: وبين فيها أهمية التوحيد وركنية العمل به، ورد على المرجئة بأنه عندهم يكتفى بالاعتقاد والقول دون العمل - وسيأتي بيانه في محله -.
هذا الكتاب شرح عدة شروح وأكثرها مسجل لأنه كتاب مختصر، وكثر تدريسه في الدورات ونحو ذلك.
تاريخ التأليف: قال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن في ((مجموعة الرسائل والمسائل النجدية)) في الجزء الثالث عند ذكر مبدأ دعوة الشيخ رحمه الله فقال: إنه قدم على أبيه وأهله ببلدة حريملاء، فناداهم بالدعوة إلى التوحيد ونفي الشرك والبراءة منه ومن أهله، وبَيَّن لهم الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة وكلام السلف رحمهم الله، فقبل منهم من قبل وهم الأقلون - وهذه سنة الله تعالى في الرسل وأتباع الرسل - وأما الكبراء والظلمة والفسقة فكرهوا دعوته فخافهم على نفسه، ثم رحل من حريملاء إلى عُيَيْنَة وأتى العيينة وأظهر الدعوة بها وقبل منه كثير منهم حتى رئيسهم عثمان بن أحمد بن معمر، ثم إن أهل الأحساء وهم خاصة العلماء أنكروا دعوته وكتبوا شبهات تُنْبِأُ عن جهلهم وضلالهم، ولذلك قيل بأن هذا الكتاب كما ذكر في الثلاث الشبه الأُوَل أنها ردّ على علماء الأحساء.
أما أسماء الكتاب فالمشهور أنه ((كشف الشبهات)) جمع شبهة - كما سيأتي بيانه - وشبهات جمع قِلة، وهو ذكر أكثر من عشرة أو عشر شُبَهٍ - سيأتي في محله - أوصلها بعضهم إلى خمسة عشر شبهة، وشبهات جمع قِلة يعني: من عشرة فما دون هذا على المشهور عند من؟ عند النحاة، ولكن له اسم آخر اسمه ((كشف الشبه)) فُعَل كرُكْبَة شُبْهَة ورُكَب، يُجمع على فُعَل، وهذا لو وجد أنه لو استعمال قليل فهو أولى من التعبير بالشبهات، لكن الاسم المشهور هو ما ذكرناه، سماه بذلك الشيخ سليمان في ((تيسير العزيز الحميد)) في باب من الشرك أن يستغيث بغير الله.
وكذلك من أسمائه ((كشف شبه المرتاب)) ذكره سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى في ((التوضيح عن توحيد الخلاق بجواب أهل العراق)) حيث قال: ومنها ((كشف شبه المرتاب)) مصدرة في معرفة بيان حقيقة التوحيد وما هو حق الله على العبيد وكيفية الشرك الذي قال الله عنه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}.
هذه ثلاثة أسماء مشهورة عند أهل العلم، وأما كشف الشبهات وادحاض الضلالات، هذا وجد في بعضهم النسخ فلا يعتمد.