responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح كشف الشبهات المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 19
(اعلم رحمك الله). (اعلم) أي: تعلم هذه الكلمة يؤتى بها للاهتمام لما بعدها. (اعلم) هذا مشتقٌ من العلم، وهو أمرٌ فعل أمر مبني على السكون لا محل له من الإعراب، كأنه قال: تعلم. وما سيذكره من المسائل المهمة من العلم الفرض العيني، حينئذٍ قد يكون فيه إشارة إلى أنه أراد بهذه الجملة الإرشاد إلى أن ما بعده يجب العلم به، لأن العلم علم أرباب التصنيف مغايرٌ للظنّ، وإن كان سبق معنا أن المصنف رحمه الله تعالى في ((الأصول الثلاثة)) فسر العلم بالمعرفة، فهما مترادفان عنده، قال: العلم معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة. فجعل المعرفة تفسيرًا للعلم وهذا مذهبٌ لبعضهم، وأكثر أهل اللغة على أنه لا فرق بين العلم والمعرفة، ولذلك جاء {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ} ... [البقرة: 146] وأما تعريف العلم فالمراد به العلم الشرعي، وهو معرفة الهدى بدليله، ولا نحتاج أن نقول: هو حكم دين الجازم المطابق للواقع. لأن هذا اصطلاحٌ للأصوليين، وأما عند المناطقة: فهو مطلق الإدراك. حينئذٍ يختلف النظر في حقيقة العلم من فنٍ إلى فن، وأما مراد المصنف هنا رحمه الله فالمراد به العلم الشرعي، وهو علم الكتاب والسنة، وإذا أطلق العلم انصرف إلى هذا المعنى.
(رحمك الله) هذه جملة خبريةُ اللفظ إنشائية المعنى، وهذا دعاءٌ من المصنف رحمه الله تعالى للمتعلم بالرحمة العامة التي تشمل غفران الذنوب في الماضي وفي المستقبل، ولذلك يَعْدِلُ عن غفر الله لك لأن المغفرة هذه خاصةٌ لما مضى ولا تشمل المستقبل، بخلاف الرحمة فهي عامة تشمل الماضي وتشمل المستقبل، وهذا من حسن عنايته ونصحه وقصده الخير للمسلمين.
(اعلم رحمك الله أن التوحيد هو إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة). عَرَّفَ التوحيد هنا دون أن يُقَسِّمَهُ، والمراد بالتوحيد هنا توحيد الإلوهية، والتوحيد ينقسم عند أهل السنة والجماعة إلى قسمين، أو إلى ثلاثة وكلاهما تقسيمان مردهما ومضمونهما واحدٌ، فالنتيجة واحدة، فلا خلاف في الحقيقة إلا من حيث الاعتبار، من قَسَّمَ التوحيد إلى قسمين هنا نظر إلى التوحيد باعتبار ما يجب على الموحد، ومن قَسَّمَ التوحيد إلى ثلاثة أقسام نظر إلى التوحيد الاعتقاد القلبي باعتبار المتعلَق. إذًا من حيث المضمون النتيجة واحدة، ومن حيث الاعتبار فمن قَسَّمَ التوحيد إلى نوعين نظر إلى جهةٍ مخالفةٍ لما قسم التوحيد إلى ثلاثة أقسام، فـ (التوحيد) نقول: هذا مصدر وَحَّدَ يُوَحِّدُ تَوْحِيدًا، وهو مصدرٌ للفعل الثلاثي المزيد بتضعيف عينه، يقال وَحَّدَ يُوَحِّدُ تَوْحِيدًا، أي جعله واحدًا، وَحَّدَ نسبه مثل ما تقول زيدٌ كَذَّبْتُهُ يعني: نسبته إلى الكذب، صَدَّقْتُهُ نسبته إلى الصدق، هنا وَحَّدتُهُ يعني: نسبته إلى الوحدانية تنبه لهذا، لماذا؟

اسم الکتاب : شرح كشف الشبهات المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست