responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح كشف الشبهات المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 18
قال المصنف رحمه الله تعالى: (بسم الله الرحمن الرحيم، اعلم رحمك الله أن التوحيد هو إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة). بدأ المصنف رحمه الله تعالى كتابه بالبسملة، وهي من السنة كما معنا، من السنة القولية وهذا أمرٌ ثابتٌ في قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لما أمر أن يكتب إلى كما جاء في حديث أبي سفيان لما كتابًا إلى هِرَقْل كتب فيه في أوله ((بسم الله الرحمن الرحيم من محمدٍ رسول الله إلى هِرَقْلَ عظيم الروم)). فبدأ بالبسملة وهذا أمرٌ إما قولي إذا أمر أو تكلم به، وإما أنه فعلي، ولكن الظاهر أنه قولي، فبدأ عليه الصلاة والسلام بالبسملة، وأما حديث «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أبر» بسائر رواياته ضعيفٌ لا يُحتج به، وجرى بعض من يعتمد الحديث الضعيف في فضائل الأعمال إلى قبوله، ولذلك حسنه ابن صلاح وغيره، ومن البداءةِ أيضًا الحمدلة، ففي صحيح مسلم من حديث جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب حَمِدَ الله وأثنى عليه. فحينئذٍ يكون ماذا؟ يكون تارةً يُبْدَأُ بالبسملة، وتارةً يبدأ بالحمدلة، وهل الجمع بين البسملة والحمدلة يعتبر سنة نجمع بين هذا وذاك، أو يفعل هذا تارةً وهذا تارة، قولان لأهل العلم، وكما سبق أن قاعدة ابن تيمة رحمه الله تعالى ومن تبعه أن العبادات المتنوعة واردة على صيغ متعددة يُفْعَل هذا تارة وهذا تارة، وقيل: إن الكتب والرسائل يبدأ فيها بالبسملة ولا يزيد عليها، فإن زاد بالحمدلة فلا بأس، الكتب والرسائل يكتفى بالتسمية بالبسملة، وأما الخطب فالسنة أن يُبدأ فيها بالحمدلة والثناء على الله والصلاة والسلام على النبي - صلى الله عليه وسلم -. والمصنف هنا اكتفى بالبسملة ولم يذكر الحمدلة ونحو ذلك، نقول: إما اكتفاءً بالبسملة لأنها أبلغ الذكر، وللخبر صح عنده أو كان يعمل بالحديث الضعيف، وترك الخطبة وترك بيان مقصد الكتاب ونحو ذلك، جرى عليه المصنف في سائر كتبه كما هو في ((الأصول الثلاثة)) و ((كتاب التوحيد)) و ((كشف الشبهات)) الذي معنا، وهذا قد يقال أنه من قبيل الاختصار يعني: تركه اختصارًا لماذا؟
لأن رسائل المصنف رحمه الله ليست من باب التأليف المستقل، وإنما هو يألف من أجل إفادة الناس حينئذٍ تعجيلاً للفائدة لم يكن بعض كتبه مرتبًا ترتيبًا يعني: كغيره من المصنفين، وإنما يستعجل الفائدة لأن المقام مقام تحذير وبيان ودعوة إلى أعظم ما أمر الله به، بل إلى ما خلق الله عز وجل الجنّ والإنس من أجله، فحينئذٍ لا نقف مع ماذا؟ لا نقف مع هيئة التصنيف وكيف يصنف إلى آخره، نقول: هذه كلها أمورٌ لا يُلتفت إليها.
إذًا بسم الله الرحمن الرحيم، هذا بدأ به لما ذكرناه، وهل هذه التسمية واجبة أو سنة نقول: هي سنةٌ صناعية، وسنةٌ شرعية، يعني: جمعت بين الصنفين، وأفراد البسملة مر معنا كثيرًا.

اسم الکتاب : شرح كشف الشبهات المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست