ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى في موقف السلف من دفع البدع يقول رحمه الله: ((واشتد نكير السلف والأئمة لها - للبدع - وصاحوا بأهلها - نادوا شهروا بهم - من أقطار الأرض وحذروا فتنتهم أشد التحذير - أصحاب البدعة من اليهود والنصارى؟ من أصحاب البدعة؟ هم المسلمون فقد يكونون من أهل العلم حينئذٍ صاحوا بأهلها في أقطار الأرض وشهروا بهم بماذا؟ بتسميتهم وتعينهم والمصنفات والردود وفضحهم في المجالس هذا كله من شأن من؟ في شأن من تَلَبَّس ببدعة - وحذروا فتنتهم أشد التحذير وبالغوا في ذلك ما لم يبالغوا مثله في إنكار الفواحش - هذا كلام ابن القيم - بالغوا في إنكار البدعة ما لم يبالغوا في إنكار الفواحش، والظلم والعدوان - يعني: على عكس ما نحن عليه الآن، صحيح؟ على عكس ما نحن عليه الآن، نحن الآن في دعوتنا نبالغ في إنكار هذه المسائل من الفواحش والظلم وتبرج المرأة ونحو ذلك نقول: هذه تُنْكَر ولا إشكال لا ننزاع في هذا، لكن ما هو أعظم من هذا، وهو البدعة، لا بد من معرفة أن هذا بدعة، ولا بد أن يكون عندنا من القوة والْجَلَدِ في رد البدعة على أهلها أشد من أن نكون أوقفنا أنفسنا على فضح أرباب الفواحش من الإباحية ونحوها، لا شك أن كل منهما منكر وحرام، لكن السلف كانوا في معاملة المبتدعة والبدعة أشد، ولذلك يقول رحمه الله: ((وبالغوا في ذلك ما لم يبالغوا مثله في إنكار الفواحش والظلم والعدوان)). يعلل ذلك رحمه الله بقوله: ((إذ مضرة البدع وهدمها للدين منافاتها له أشد - منافاتها للدين - أشد من منافاة الفواحش والظلم والعدوان، لأن هذا من قبيل الشبهات وتلك من قبيل الشهوات))، وأيهما أعظم إذا عرفنا القواعد نحن مشكلتنا نأخذ العلم نظري فقط، وإذا نزلنا إلى الواقع ترى أمر مناقض لما نؤصله في الدروس ونقرأه في الكتب، الشبهات أعظم فتنة على القلب على الإنسان وعلى عامة المسلمين من الشهوات أليس كذلك؟ والبدع وأصنافها وأهلها كلها داخلة في الشبهات.