responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح كشف الشبهات المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 10
في الشيء العيني {وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا}، وفي الشيء المعنوي {تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ} في ماذا؟ في المرض مثلاً في النفاق هذا أمر معنوي، وفي القاموس: فَتَشَابَهَا وَاشْتَبَهَا أشبه كل منهما الآخر حتى التبسا، وأمور مُشْتَبِهَةٌ ومُشَبَّهَة كمُعَظَّمَة مشكلة والشُّبهة بالضم الالتباس، وشُبِّهَ عليه الأمر تشبيهًا لُبِّسَ عليه وفي ((المعجم الوجيز)) الشبهة الالتباس، وفي الشرع: ما التبس أمره فلا يُدْرَى أحلال هو أم حرام؟ وهذا قد يلتبس على العاميّ وقد يلتبس على من هو منتسب إلى العلم، يعني: طالب العلم قد يلتبس عليه بعض الأمور وتشتبه وتتشابك، فحينئذٍ لا يُظَنُّ بأنه قد يسلم من الوقوع في الشبهة وإنما تكون الشبهة - كما سيأتي - بريدةً إلى الكفر أو النفاق أو البدعة. الشبهة الالتباس، وفي الشرع ما التبس أمره فلا يُدْرَى أحلال هو أم حرام؟ وحق هو أم باطل؟ والجمع شُبَهٌ فُعَل، والكشف يَتَعَدَّى بنفسه وبغيره، يقال: كشف الشيء نصبه بنفسه، وكشف عنه كشفًا رفع عنه ما يواريه ويغطيه، فيقال كشف الأمر وعنه أظهره، وكشف الله غَمَّهُ أزاله.
وعرف ابن القيم رحمه الله تعالى الشبهة تعريفًا شرعيًا في ((مفتاح دار السعادة)) وله بحث في ((الإغاثة)) في آخر الجزء الأول قال: هي وارد يَرِدُ على القلب. وارد يعني: أشبه ما يكون بالخاطر في أوله يَرِدُ على القلب لأنه الشبهة محلها القلب هذا الأساس، ولذلك القلب تعتريه فتنتان:
الأولى: الشبهة ومحلها المعتقد.
والثانية: الشهوة.
كل منهما وارد على القلب، ولذلك قال رحمه الله: وارد يَرِدُ على القلب يحول بينه وبين انكشاف الحق، كأنه شيء يكون على القلب يَصُدُّ القلب من أن يدرك هذه الشبهة هذا الحق، حينئذٍ صار التباس عنده بهذا الوارد، والشبهات أحد نوعي الفتن التي تَرِدُ القلوب شهوة أو شبهة، هما اثنان، والشهوة أخف من الشبهة - كما سيأتي كلام ابن القيم رحمه الله تعالى -، وسبب الوقوع في الشبهة أحد أمرين:
إما قلة العلم.
وإما ضعف البصيرة.

اسم الکتاب : شرح كشف الشبهات المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست