اسم الکتاب : شرح لمعة الاعتقاد المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 11
أولاً: رفع الهمة، ولذلك ذُكِرَ عن بعضهم: أن التراجم والنظر في أخبار الصالحين أحب إلينا من الفقه. يعني: عند التعب، وعند الركود ونحو ذلك والملل والفتور يرجع طالب العلم إلى السير، وهي لا شك أنها تُحِي الهمة وتذيبها في التحصيل.
وثانيًا: من فوائد النظر في السير والتراجم وخاصةً بعد أن وجد العلوم أو جدت العلوم في ضمن مصنفات ومختصرات ونحو ذلك النظر في المنهجية الصحيحة التي كان عليها أهل العلم وهي الجادة التي سلكها العلماء قديمًا وحديثًا، ولذلك تجد من المعاصرين ممن له يدٌ طولى في العلم وإليه الفتوى والرجوع ونحو ذلك تجده قد جمع بين عدة فنون له في الفقه وله في الأصول وله في الحديث وله في اللغة وله في التفسير، وما الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى عنكم ببعيد.
ثانيًا: ما يتعلق بالكتاب الذي معنا وفيه مسائل:
أولاً: في اسمه والمشهور أنه ((لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد))، ولكن هذا لم أقف عليه في من ترجم وذكر مصنفات الإمام رحمه الله تعالى، اسمه سماه ابن رجب في ((الذيل)) الجزء الرابع صفحة تسعة وثلاثين ومائة بـ ((جزء الاعتقاد))، وفي ((شذرات الذهب)) الجزء السابع صفحة مائة وستين قال في تعداد مصنفات المؤلف: و ((الاعتقاد)) جزءٌ. ... و ((الاعتقاد))، إذًا في هذين الكتابين ابن رجب وابن عماد ذكروا أن المصنف له كتاب اسمه الاعتقاد، وهذا هو الذي اشتهر بعد ذلك بـ ((اللمعة))، ومثله في ((سير أعلام النبلاء)) في الجزء الثاني والعشرين صفحة مائة وثماني وستين، هؤلاء وغيرهم ممن ترجم لابن قدامة ذكروا أنه صنف مصنفات، وفي أصول الدين ذكروا ((الاعتقاد))، والمراد أنهم ذكروا اسمه وهذا ظاهر صنيعهم لأنهم ذكروا المصنفات بأسمائها قالوا: ((ذم التأويل))، و ((العلو))، و ((المغني))، و ((الكافي))، و ((المقنع))، و ((الاعتقاد)) حينئذٍ ليس المراد الاعتقاد به الفن، يعني: ألف في فن الاعتقاد ثم الاسم لا ندري ما هو، وإنما أرادوا به أن اسم هذا الجزء ((الاعتقاد))، وهذا هو الظاهر والله أعلم، وظاهر صنيعهم أن هذا اسمٌ له لأنهم ذكروا مصنفات المؤلف بأسمائها فهو جزء الاعتقاد، إذًا نسميه بماذا؟ جزء الاعتقاد ولا مشاحة في الاصطلاح ولكن هذا من باب تحقيق النسبة الصحيحة للمصنف، وفي ((شذارات الذهب)) في الموضع نفسه لما سماه ابن العماد بالاعتقاد علق عليه المحقق محمود الأرناؤوط بقوله: واسمه الكامل ((لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد)). ولم يذكر مصدره في ذلك، ((لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد)) في ترجمة المصنف لما ذكر جزء الاعتقاد قال: واسمه الكامل كذا وكذا. ولكن لم يذكر مصدرًا لهذه التسمية، ويكتفي بعضهم بذكر الجزء الأول من الاسم فيقول: ((لمعة الاعتقاد)). يعني: ولا يكمل ((الهادي إلى سبيل الرشاد))، إذًا نخلص من هذا أن هذا الكتاب الذي سنقرؤه بإذن الله تعالى له ثلاثة أسماء.
أولاً: ((جزء الاعتقاد))، وهذا ثابت في ترجمة المصنف فيما ذكرناه سابقًا ((جزء الاعتقاد)).
الثاني: ((لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد)).
الثالث: ((لمعة الاعتقاد))، وهذا من باب الاختصار، وهذا لا إشكال فيه.
اسم الکتاب : شرح لمعة الاعتقاد المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر الجزء : 1 صفحة : 11