responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح لمعة الاعتقاد المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 10
وهذا صحيح، ليس بعد الفرائض أفضل من العلم، يفهمها بعض الناس الآن معناه أترك كل نافلة واشتغل بالعلم، وليته يشتغل بالعلم صباح مساء لا حضور درس بين المغرب والعشاء، ثم جلوس إلى الساعة الحادية عشر، ثم الجوال إلى آخره كما هو المعلوم من حياة كثير من الناس، هل مراد الشافعي ومراد الإمام أحمد وغيره من أهل العلم هو هذا لطالب العلم يترك جميع النوافل ثم لا يشتغل بالعلم بهذه الحجة أنه ليس بعد الفرائض أفضل من العلم؟ نقول: لا، ليس الأمر كذلك، أعظم دليل يدل على هذا أنهم ما أرادوا به ما يفهمه الكثير من طلاب العلم، انظر إلى تراجم من قال هذه العبارة، يعني: الإمام أحمد يرى هذا الكلام، ونُقِلَ عنه نقولات متعددة مختلفة بألفاظٍ متباينة في كثير ممن ترجم له، حينئذٍ نقول: انظر في ترجمة الإمام أحمد كيف هو مع التعبد؟ انظر في ترجمة الإمام الشافعي كيف هو مع التعبد؟ ترى العجب العجاب كما يقال، بمعنى أن هذه الترجمة هي التي تفسر هذه الجملة ليس بعد الفرائض أفضل من العلم، نعم إن وقع تعارض بين طلب تحصيل علم ونافلةٍ حينئذٍ صار العلم مقدمًا، وأما إذا لم يقع تعارض لا فالأصل أن الإنسان يأتي بالتعبدات يسلك مسلك النبي - صلى الله عليه وسلم - يسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحافظ على قيام الليل إحدى عشرة ركعة ثم يقول: لا، لا أقوم. ما فائدة هذا العلم؟ نقول: لا. إذًا ليس بعد الفرائض أفضل من العلم يجب فهمها بفهم أحوال من قال هذه العبارة، وهذا يكون في النظر في تراجم من ذُكر عنه أو نقل عنه هذا اللفظ.
صنف [الموفِّق] [1] رحمه الله تعالى، الموفَّق تصانيف كثيرة حسنة في المذهب فروعًا وأصولاً، في الحديث، واللغة والزهد والرقائق، صنف كتبًا حسانًا في الفقه وغيره وأشهرها كتاب ((المغني)) شرح الخرقي بلغ الأمل في إتمامه، فهو كتابٌ بليغ في المذهب، تعب عليه وأجاد فيه وجَمَّل به المذهب، بمعنى أنه شرف المذهب بهذا الكتاب، لأن ثَمَّ طعون في إقامة مذهب الإمام أحمد رحمه الله تعالى إذ بعضهم لا يرى أنه مذهب مستقل يرى أن المذاهب ثلاثة، وهذا كلام قد انطوى، ونُقِلَ عن ابن عبد السلام أنه قال: لم تطب نفسي بالفُتْيَة حتى صار عندي نسخةٌ من ((المغني)). وله ((الكافي)) في الفقه و ((المقنع))، و ((العمدة)) و ((الروضة)) وغيرها وفيه كلام القائل:
كفى الخلق بالكافي وأقنع طالبًا ... بمقنع فقهٍ عن كتاب مطولِ
وأغنى بمغني الفقه من كان باحثًا ... وعمدته من يعتمدها يحصل
ورضته ذات الأصولِ كروضةٍ ... أماتت بها الأزهار أنفاس شمهلِ
تدل على المنطوق [أوفى دلالةٍ] [2] ... وتحمل في المفهوم أحسن محملِ

توفي رحمه الله تعالى سنة عشرين وستمائة، لا ترى أننا قد خرجنا عن موضوعنا ترجمة المصنف أرى أن طالب العلم ينبغي أن يعتني بتراجم أهل العلم وأن يجعلها نصب عينيه لا في تلقي الأحكام الشرعية، وإنما يستفيد منها في شيئين اثنين:

[1] سبق في التشكيل استدرك الشيخ بعده.
[2] حدث سبق استدركه الشيخ فقد قال: بأوفى دلالةٍ.
اسم الکتاب : شرح لمعة الاعتقاد المؤلف : الحازمي، أحمد بن عمر    الجزء : 1  صفحة : 10
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست