إذًا الهمة كذلك تزيد بالطاعات ونقصها يكون بالزلات، وهذا لا بد من العناية به، قال هنا: كثير العبادة دائم التهجد. إذًا لا بد من العمل ولا بد من العبادة ولا بد أن يكون طالب العلم يشعر نفسه بأنه مغاير، وهذا ليس فيه إشكال، يعني: نجد من طلاب العلم واعتذر عن هذه الكلمة أن أخلاقهم وأحوالهم ومحافظاتهم على الأوقات هو والعامي سواء، وتأملوا تجد كثير من طلاب العلم إلا من رحم الله أنه وأن حاله مثل عامة المسلمين، وإذا أرادت أن تقف بنفسك على هذا انظر في المناسبات العظيمة انظر رمضان إذا دخل وخرج انظر حال طالب العلم حاله هو حال العامة، وإذا جاءت العشر الأول من شهر ذي الحجة مثلاً والحج تجد حاله حال العامة، فكذلك إذا جاءت الإجازات مثلاً طالب العلم الأصل إنه إذا شُغل وهذا أمر ضروري يُشغل أيام العام مثلاً في دراسةٍ وظيفةٍ ونحو ذلك، لكن إذا جاءت الإجازة الأصل فيها أنه ينام أو يحترق؟ الأصل أنه يحترق، بمعنى أنه يحترق في العمل في التعويض، لكن تجد أن طلاب العلم مثل العامة سهر الليل ثم .... # 25.14 في النهار ثم نوم، وتجد من طلاب العلم من ينام عن الظهر وعن العصر ويجمع ولا أدري يقصر أو لا، نقول: هذا كله سببه ماذا؟ أنه لا يُشْعِرُ نفسه بأنه مغاير، يا أخي الكريم يا من يريد طلب العلم أنت إذا وضعت قدمك في طلب العلم أنت في عملٍ جليل شريف لا يساويك أحدٌ البتة، أنت تسلك مسلك الأنبياء والرسل، الأنبياء والرسل ما بعثوا إلا بالعلم، والعلم أصل التوحيد، دعوة الناس قائمة على العلم الشرعي الصحيح، وهذا لا يُنال بالنوم، ولا ينال براحة الجسد، وإنما لا بد من الاحتراق، ولذلك قيل: من كانت بداياته محرقة كانت نهايته مشرقة. فهذا ينبغي أن يتنبه له طالب العلم أن حاله والمحافظة على وقته والنظر في تعامله مع الناس، والنظر في قبل ذلك تعامله مع ربه جل وعلا في التمسك بقيام الليل وصيام النهار ونحو ذلك، ولا يُنْظَرُ نَظَرًا قاصرًا إلى ما يرد عن بعض السلف أنه يقال: ليس بعد الفرائض أفضل من العلم.