بمعنى: أن يخلق الله -تعالى- فيه علمًا ضرورًّيا [1]، لا يملك المكلَّفُ دفعه بحالٍ من الأحوال.
وتحصيله لا يتأتى بطريق التعليم والاكتساب المعهود، بل يُفاض على النفس فيضًا بغير اختيارها ولا إرادتها، فهو لا يُطلب وإنما يُوهب.
ومن ثَمَّ فإن أدق تعريف للإلهام ما عَرَّفه به القاضي الدبوسي -رحمه اللَّه- إذ قال:
"ما حَرَّك القلبَ بعلمٍ يدعوك إلى العمل به من غير استدلالٍ بآية، ولا نظرٍ في حجة" [2].
* * * [1] وثمرة العلم الضروري أنه إذا ألقي في القلب يحرك العمل، ويبعث على الفعل أو الترك.
(2) "تقويم الأدلة" ص (392)، وعلَّق عليه السمرقندي فقال: "وهو حدٌّ صحيح، فإن الإلهام في عرف الناس ما يكون من الله -تعالى- بطريق الحق". اهـ. من "ميزان الأصول في نتائج العقول" ص (679).