البكاء، فجعلا يبكيان معها ([1])؟
وقد صح أن عمر -رضي اللَّه عنه- قال في بعض الأمور: "ليتني سألتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- عنه".
وأين هؤلاء من قول أم المؤمنين عائشة -رضي اللَّه عنها- لمسروق -رحمه اللَّه-: "من حدثك أن محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- كتم شيئًا مما أنزل عليه، فقد كذب، واللَّه يقول: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} ... الآية" [2].
وقال الإمام أبو محمد بن حزم -رحمه اللَّه-: " ... واعلموا أن رسول الله -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يكتم من الشريعة كلمة فما فوقها، ولا أطلع أخص الناس به من زوجة أو ابنة عم أو ابن عم أو صاحبٍ على شيء من الشريعة كَتَمَهُ عن الأحمر والأسود ورعاة الغنم، ولا كان عنده -عليه السلام- سر ولا رمز ولا باطن غير ما دعا الناس كلَّهم إليه، ولو كتمهم شيئًا لما بلَّغ كما أُمِر، ومن قال هذا: فهو كافر، فإياكم وكلَّ قول لم يبين سبيله، ولا وضح دليله، ولا تعوجوا عما مضى عليه نبيكم -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه -رضي الله عنهم-" [3]. اهـ.
* * * [1] رواه مسلم (16/ 9، 10 - شرح النووي). [2] رواه البخاري (8/ 275 - فتح)، ومسلم (3/ 8، 9 - شرح النووي).
(3) "الفَصْل" (2/ 116).