ووصفت هذه الوحدة الأخيرة الكاملة إلى جانب السمات الثلاثة كوجود فردي، وهي طريقة خاصة للحساب ظهرت مرارًا بمثابة مبدأ خاص في النظام الديني الإيراني الهندي، كان ممكنًا بواسطتها إضافة مجموع الأجزاء كجزء قائم بذاته إلى بقية الأجزاء، أو حتى مواجهتها ككمية مستقلة تمامًا، كما أنه ظهر بمثابة مبدأ كان له أصل هندي آلي، وسيتضح فيما بعد إن شاء الله أن هذا المبدأ قد شغل دورًا أساسيًّا في المانوية، وهكذا كان لله أربعة جوانب، كما كان ذلك في تعليم ماني، وقد سمته صيغة الشجب الإغريقية رب العظمة في الوجوه الأربعة، وهكذا نجد أن هذا المفهوم للكائن الأسمى الإله ذا وجوه أربعة، وقد اتصل بالطريقة الأكثر احتمالًا وقربًا من الصورة الزروانية لله؛ لأن زروان كان بالفعل كائنًا إلاهيًّا ذا أربعة وجوه، كما أن الارتباط التاريخي هنا هو حقيقة ثابتة بين المانوية والزروانية.
ومن الجلي أن هذه الصلة أكثر وضوحًا بالطبع في النفوس الإيرانية المتوسطة، حيث يظهر الله في اللسان الفارسي المتوسط اللغة الصدغية باسم زروان، وتتخذ المجموعة الرباعية المظهر التالي: الفارسية المتوسطة زروان، الله، وفي الصدغية زروا، والزروانية زروان أو زمان، في الفارسية المتوسطة روشن، النور، وفي الصدغية ليوسوك، وفي الزروانية النور.
في الفارسية المتوسطة زور القوة، وفي الصدغية زروا، في الزروانية القوة، في الفارسية المتوسطة وهي الحكمة، وفي الصدغية يرب كاي، وفي الزروانية الحكمة، أو اكسرات.
وكانت مملكة النور مترامية الأطراف غير محدودة على ثلاث جهات إلى الشمال وإلى الشرق وإلى الغرب، وقد تلاقت مع الظلام في الجنوب، وكان نطاق سلطة الإله العظمة، كما دعاه ماني عندئذٍ، محدودًا في هذه المرحلة.
وكان نطاق سلطان إله العظمة، كما دعاه ماني عندئذٍ محدودًا في هذه المرحلة،