وتقول صيغة الاعتراف المانوية لو كنا قد قلنا: إن أهرامزد وأهرامان كانا أخوين أحدهما أكبر من الآخر، إذن أعلن توبتي الآن، وآمل بالمغفرة من الذنوب، وكان النور العنصر الهام للمخلوق الأسمى؛ حيث سيطر عليه، واعتقد أنه مادة المخلوق السماوي أو بشكل أدق مادة يمكن فهمها، وهي مختلفة كليًّا عن العقل أو المادة، وله النور في الوقت ذاته، صفة التجلي؛ فقد كان الرب أبو النور المبارك، وحيث كان عرابًا فقد سيطر على مملكة النور، وبينما كانت هذه المملكة في الوقت ذاته مؤلفة من نور الأرض وضوء الفضاء، فهي مندمجة تمامًا ومتطابقة بشكل جوهري مع الإله الأسمى.
لقد كانا متطابقين، لأن مملكة النور بأملكها هي في الوقت نفسه جسد الله، وعلاوة على ذلك تم التأكيد على أن مملكة النور هذه لم تكن إيداعًا سماويًّا، بل كانت موجودة منذ الأزل كتعبير صادق مع وجود الله الكائن الدائم الوجود، فلو كانت نشأة ذرة واحدة في مملكة النور من الفيض أو الإبداع؛ لما تم منح عاصفة الديمومة ودعا ماني جسد الله الممكن فهمه باسم المنازل، أو الحدود الخمسة، وهي الإدراك، والعقل، والتروي، والرأي، والنية. واعتبرت نشاطات العقل هذه على أنها تشكل جوهره وثماره، وأن مصطلح الدار موجود في البحوث التأملية اليهودية الأولى وفي النصوص المندعية، ونصب الإله على عشره في مملكة النور، وأحاط نوره به، كما أحاطت قوته وحكمته به أيضًا، وقد مثلت هذه السمات الثلاثة ثلاث صفات مختلفة له، وشكلت معه مجموعة رباعية وُجدت مرارًا في التراتيل المانوية، كما ظهرت أيضًا في مصدر عربي الفهرس، وشكلت السمات الثلاثة لطبيعة الله فيض وجوده، فيض تمَّ إعلانه في مفهوم الله.