فقد كان باستطاعته أن يكون بحقوق البكورة في الإرث كله، وتلقى الكثير من قوة أبيه زروان على نصف مجالات هذا العالم، وأصبح ملكًا هناك أي: شاه، وأصبح من ناحية أخرى أهرامزد حاكمًا مطلقًا أي: فاستكس شاه، ومنح من جانبه نفوذًا وسيطرة على النصف الثاني من العالم، ولذلك فإن الانتصار على توأمه سيكون في النهاية انتصارًا له.
وإلى هذا الحد نجد أن وجهة النظر الازدواجية الموجودة في تطور الزروانية، والداعية إلى وحدة الوجود تخفف من غلواء الثانوية المتزمتة، بجعل أهرامان شاه فقط، وبجعل أهرامزد فاتكس شاه، هذا من ناحية، وتقضي من ناحية أخرى بأن يكون الانتصار النهائي لأهرامزد، وعليه قُدر من قبل أن يكون أهرامزد المنتصر في النزاع بين حاكمي العالم، وأنه صاحب الأفضلية منذ البداية. وليس هناك من شك أن أهرامان قد اعتبر ربًّا حقيقيًا في هذا النظام الديني، وليس مجرد شيطان فقط، وكان الكتاب الإغريق قد أعلنوا مرارًا أن أهرامان لم يكن ربًّا، بل شيطانًا، ومع ذلك فإن المجادلات المسيحية تؤكد أنه قد نظر إليه بمثابة رب، وبجل، واعتبر ربًّا قادرًا في غضبه، كما أن المسراوية التي كان قد تحقق أمر ارتباطها مع الزروانية منذ وقت طويل قد أكدت ذلك، وكرثت له المذابح، وقد كتب عليها إلى الرب أهرامان، وقدمت الأضاحي على هذه المذابح إليه باعتباره ربًّا.
وبالنتيجة يمكن القول أن ماني قد وسع نزعة كانت موجودة من قبل في الدين الإيراني، وكثفها؛ لأن المانوية قد مقتت بشدة الجدل القائل: إن قوتي الخير والشر كانتا أختين،