العنصر الشرير أي: المادة اسم الرب بالطبع ازدواجية ذات نوعية تامة" كما أشار إلى ذلك فرندناند كريستيان بور منذ مائة وخمسين سنة مضت.
واعترافه بأن العنصر الخير أسمى من الشر، وهو مسئول عن حجب المنطق. ومن الواضح تمامًا كما أكد بور أن ماني قد اتخذ الثانوية الإيرانية القديمة نقطة انطلاق، وقد قامت هذه على أساس فكرة الصراع المستمر بين قوتين رئيستين هما: هرمزد أو أهورامزدا، وأهرومان، أو أهرامينو أي: الشر، وكان هذان العنصران الرئيسان توأمين أو قرينين، وكان عليهما أن يختارا بين الخير والشر، وذلك في البدايات الأولى للزمن؛ حيث اختار أهموزد الخير؛ بينما اختار أهرومان الشر.
وطبعًا تبدو فكرة مثل هذه التوائم السماوية موحية بمساواة الأصلية في المنزلة، كما أن هذا لا يفتقر إلى المساواة؛ إذ يجب إدراك حدود التفسير الواسع المتنوع القائم بوحدة الوجود، الكامن وراء غاثا لدى زرابشت، والذي تم وفقه إيجاد هرموزد، وأهرامان بوساطة مخلوق سماوي بدائي، هو زروان الذي كان إلهًا زمانيًا مكانيًا أنوثويًا، وأيد الرهبان الماجوس الماديون هذه العقيدة الزروانية بقوة فريدة أيام ماني حينما كانت مسيطرة في العهود الأخمينية، وكان هذا أيضًا الحد الفاصل للدين الإيراني الذي تصادمت معه الديانة المسيحية في أرمينيا، وبلاد الرافدين الشمالية، فقد كان كهان الكنيسة ينتقدون الزروانية، وذلك عندما هاجموا تعاليم المجوس.
لقد عالجت الماسيولوجيا الزروانية الرئيسة مولد التوائم السماوية بدقة، وقالت: إن زوران أراد أن يكون له ابن، فقدم الأضاحي لفترة طويلة من الزمن؛ لتحقيق هذا الهدف، ثم استولت الشكوك فيما إذا كان بالفعل سيخلف ذرية له، وأدى هذا إلى حمله بأهرامان الشرير الذي أنجبه في البداية، وكان أسودًا وكريهًا، ثم ولد التوأم الثاني أهرامزد، وكان جميلًا وطيبًا، وبما أن أهرامان قد خلق أولًا،