اسم الکتاب : التسعينية المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 333
قد أمر بتغيير المنكر، وذلك لا يحصل -قط- بمجرد النقل في الأحياز والجهات، إذ الأحياز والجهات متساوية، فهو منكر هنا [1]، كما أنه منكر هناك [2]، علم أن هذا لا [3] يدخل في مسمى التغيير، بل لا بد في التغيير من إزالة صورة موجودة، وأن ذلك قد يحصل بالنقل، لكن الغرض أن مجرد الحركة كحركة الشمس والقمر والكواكب لا يسمى تغييرًا، بخلاف ما يعرض للجسد من الخوف والمرض والجوع، ونحو ذلك، مما يغير صفته.
قلت: وفي هذا الكلام الذي ذكره الإمام أحمد رد على الطائفتين المختلفتين في معنى قول أحمد وسائر السلف في معنى: أن القرآن غير مخلوق، هل المراد أنه قديم لازم لذاته، لا يتعلق بالمشيئة والقدر كالعلم أو المراد أنه لم يزل متكلمًا؟. كما يقال: لم يزل خالقًا، وقد ذكر الخلاف في ذلك عن أصحاب الإمام أحمد أبو بكر عبد العزيز [4] في [1] في س: هذا. [2] في الأصل، س: هنا. والمثبت من: ط. [3] في س: له. [4] هو: أبو بكر عبد العزيز بن جعفر بن أحمد البغوي، المعروف بغلام الخلال، من أعيان الحنابلة، كان تلميذًا لأبي بكر الخلال.
يقول عنه القاضي أبو يعلى: كان أحد أهل الفهم، موثوقًا به في العلم، متسع الرواية، مشهورًا بالديانة، موصوفًا بالأمانة، مذكورًا بالعبادة، ولد سنة 285، وتوفي سنة 363 هـ.
راجع: تاريخ بغداد -للبغدادي- 10/ 459، 460. وطبقات الحنابلة -لابن أبي يعلى- 2/ 119 - 127. والبداية والنهاية -لابن كثير 11/ 311.
اسم الکتاب : التسعينية المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 333