اسم الکتاب : التسعينية المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 303
للناس إمامًا، لأن خلق إبراهيم كان متقدمًا، قال إبراهيم: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا} [1]، وقال: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ} [2] لا يعني أخلقني [3] مقيم الصلاة، وقال: {يُرِيدُ اللَّهُ أَلَّا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الْآخِرَةِ} [4] لا يعني يريد الله ألا يخلق لهم حظًّا في الآخرة، وقال لأم موسى: {إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [5] لا يعني وخالقوه من المرسلين، لأن الله تعالى وعد أم موسى أن يرده إليها ثم يجعله من بعد ذلك مرسلًا، وقال: {وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ} [6] لا يعني فيخلقه في جهنم، وقال: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} [7]. وقال: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} [8] لا يعني خلقه دكًّا ومثله في القرآن كثير.
فهذا [9] وما كان على مثاله لا يكون على معنى خلق، فإذا قال تعالى (جعل) على معنى (خلق)، وقال (جعل) على معنى غير [10] (خلق) فبأي حجة قال الجهمي: (جعل) على معنى الخلق؟، فإن رد [1] سورة إبراهيم، الآية: 35. [2] سورة إبراهيم، الآية: 40. [3] في ط: "خلقني". [4] سورة آل عمران، الآية: 176. [5] سورة القصص، الآية: 7. [6] سورة الأنفال، الآية: 37. [7] سورة القصص، الآية: 5. [8] سورة الأعراف، الآية: 143. [9] من هنا يمكن مقابلة النص الذي نقله الشيخ من كتاب "الرد على الجهمية. . . ". [10] في س وط والرد على الجهمية الطبعتين "على غير معنى".
اسم الکتاب : التسعينية المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 303