اسم الکتاب : التسعينية المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 181
المعتصم [1] لما دعا الناس إلى التجهم، وأن يقولوا القرآن مخلوق، وإكراههم [2] عليه بالعقوبة وأمر بعزل من لم يجبه، وقطع رزقه إلى غير ذلك مما فعله في محنته المشهورة [3]، فقال له في مناظرته لما طلب منه الخليفة أن يوافقه على أن القرآن مخلوق: "ائتوني بشيء من كتاب الله أو سنة رسوله [حتى أجيبكم به، فقال له ابن أبي دؤاد: وأنت لا تقول إلّا بما في كتاب الله أو سنة رسوله] [4]، فقال له: هب أنك تأولت تأويلًا فأنت أعلم وما تأولت، فكيف تستجيز أن تكره الناس عليه بالحبس والضرب [5]؟ ".
فبين أن العقوبة لا تجوز إلّا على ترك ما أوجبه الله أو فعل ما حرمه
= هو: أبو عبد الله أحمد بن دؤاد فرج بن جرير بن مالك الإيادي أحد القضاة المشهورين من المعتزلة، ورأس فتنة القول بخلق القرآن، ولي القضاء للمعتصم والواثق، وحمل الخلفاء على امتحان الناس بخلق القرآن.
قال عنه الذهبي: جهمي بغيض، ولد سنة 160 هـ، وتوفي مصابًا بالفالج سنة 240 هـ.
راجع: تاريخ بغداد -للبغدادي- 4/ 141 - 156. ووفيات الأعيان -لابن خلكان- 1/ 81 - 91. وباب ذكر المعتزلة من كتاب: مقالات الإسلاميين -لأبي القاسم البلخي- ص: 101. [1] هو: أمير المؤمنين أبو إسحاق محمد المعتصم بن هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور العباسي أحد خلفاء الدولة العباسية، بويع بالخلافة سنة 218 هـ، ولد سنة 179 هـ، وتوفي سنة 227 هـ.
راجع: تاريخ بغداد -للبغدادي- 3/ 342 - 347. الكامل لابن الأثير - 6/ 523 - 524. والبداية والنهاية -لابن كثير- 1/ 334. [2] في س، ط: وأكرههم. [3] مناقب الإمام أحمد -لابن الجوزي- ص: 397 - فما بعدها. [4] ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط. [5] مناقب الإمام أحمد -لابن الجوزي- ص: 401.
اسم الکتاب : التسعينية المؤلف : ابن تيمية الجزء : 1 صفحة : 181