وقد ناصر قاسماً وأيده كثير من الزعماء والأدباء والصحفيين، منهم -غير من ذكرنا سلفاً- الشاعر ولي الدين يكن الذى يقول من قصيدة له:
أزيلي الحجاب عن الحسن يوماً وقولي مللتك يا حاجبه
فلا أنا منك ولا أنت مني فرح ذاهباً ها أنا ذاهبة (1)
والشاعر العراقي الزهاوي، ومن ذلك قوله:
هزءوا بالبنات والأمهات وأهانوا الزوجات والأخوات
هكذا المسلمون في كل صقع حجبوا للجهالة المسلمات
سجنوهن في البيوت فشلوا نصف شعب يهم بالحركات
منعوهن أن يرين ضياء فتعودن عيشة الظلمات
إن هذا الحجاب في كل أرض ضرر للفتيان والفتيات (2)
وكانت الصحافة أعظم المؤيدين للفكرة التي انتشرت في بلاد الشام والمغرب على إثر نجاحها في مصر.
أما بلاد الشام، فمن الواضح أن الدعوة فيها تعرقلت بالنسبة لمصر، حتى أن أول كتاب يتحدث عنها لم يصدر إلا سنة 1928م، أي بعد وفاة قاسم بعشرين سنة، وهو الكتاب الذي ألفته -أو ألف باسم- نظيرة زين الدين بعنوان السفور والحجاب، ولعل مما يثير الانتباه أن الذي قرظه هو علي عبد الرازق صاحب الإسلام وأصول الحكم، وكان مما قال:
(إني لأحسب مصر قد اجتازت -بحمد الله- طور البحث النظري
(1) ولي الدين يكن، مناهل الأدب العربي: (45).
(2) (ديوان الزهاوي: (319).