[3] - إن الحجاب ليس عائقاً عن التقدم فحسب، بل هو مدعاة للرذيلة وغطاء للفاحشة، في حين أن الاختلاط يهذب النفس ويميت دوافع الشهوة!!
وقد حرص قاسم على تبرئة نفسه من تهمة الدعوة إلى تقليد الغرب في مناداته بهذه الفكرة، [1] مدعياً أن الدافع الوحيد هو الحرص على الأمة والغيرة على الدين والوطن، فهو يزعم أن أصل فكرته هو الرد على داركور المستشرق الذي هاجم الحجاب، ولست أدري ماذا ترك قاسم لداركور.
لكن كتابه الثاني: المرأة الجديدة يكذب ادعاءاته تلك فهو يقول فيه:
(هذا هو الداء الذي يلزم أن نبادر إلى علاجه وليس له دواء إلا أن نربي أولادنا على أن يتعرفوا شئون المدنية الغربية، ويقفوا على أصولها وفروعها وآثارها، وإذا أتى ذلك الحين -ونرجو ألا يكون بعيداً-انجلت الحقيقة أمام أعيننا ساطعة سطوع الشمس، وعرفنا قيمة التمدن الغربي وتيقنا أن من المستحيل أن يتم إصلاح ما في أحوالنا إذا لم يكن مؤسساً على العلوم العصرية) [2].
وقد طبق ذلك في بيته، فأحضر لابنتيه مربيتين: إحداهما فرنسية والأخرى إنجليزية، [3] وظل قاسم حريصاً على دعوته داعياً إلى فكرته إلى آخر نسمة من حياته القصيرة، ففي ليلة وفاته بالسكتة القلبية في 23 أبريل 1908 كان يقدم طالبات رومانيات في نادي المدارس العليا [4]. [1] انظر تحرير المرأة: (83). [2] قاسم أمين: (192 - 193). [3] المصدر السابق: (77). [4] أحمد لطفي السيد: (215).