مثل قاسم قليل البضاعة منها، ولكنهم لم يشكوا في أن الذي دفعه إلى الفكرة أحد رجلين إما كرومر وإما محمد عبده [1] ويحل لطفي السيد الأشكال في كتابه قصة حياتي إذ يقول:
(إن قاسم أمين قرأ عليه وعلى الشيخ محمد عبده فصول كتاب تحرير المرأة في جنيف عام 1897م، قبل أن ينشره على الناس) [2].
وجاء مثل هذا في كتاب: قاسم أمين أيضاً [3].
وعلى أية حال فقد ظهر كتابه: تحرير المرأة الذي يمكن تلخيص أفكاره فيما يلي:
1 - إن المرأة مساوية للرجل في كل شيء، وإن تفوقه البدني سببه استعمال الأعضاء [4] ويتضح من هذا تعريضه بالقرآن الكريم وتأثره بالداروينية.
2 - إن الانتقاب والتبرقع ليسا من المشروعات الإسلامية لا للتعبد ولا للأدب، بل هما من العادات القديمة السابقة على الإسلام والباقية بعده "وهي عادة عرضت على المسلمين" من مخالطة بعض الأمم، فاستحسنوها وأخذوا بها وبالغوا فيها وألبسوها لباس الدين، كسائر العادات الضارة التي تمكنت في الناس باسم الدين والدين منها براء لكن بالنسبة للأمم الأخرى فإن هذه العادة تلاشت طوعاً لمقتضيات الاجتماع وجرياً على سنة التقدم والترقي [5]. [1] قاسم أمين: (158). [2] أحمد لطفي السيد: (133). [3] (ص:158 - 159). [4] تحرير المرأة: (19). [5] تحرير المرأة: (67، 68، 79).