الذي كان مترجماً لجمعية العروة الوثقى، [1] وقد سبق الحديث عن الأول، أما الأخير فهو مبتعث إلى فرنسا للدراسة يقول عنه مؤرخ حياته:
(ويعود قاسم إلى قاعة المحاضرات بجامعة مونبلييه، وهو أشد رغبة في تعرف المزيد عن الحياة في أوروبا، وهناك يجد زميلته سلافا، فلا يتردد في سؤالها أن تصحبه إلى المجتمعات الفرنسية وتقبل هي في سرور باد، وصحبته فتاته إلى كثير من الحفلات وتعرف إلى كثير من الأسر، فوجد حياة اجتماعية تختلف عن الحياة في مصر، وجد السفور بدل الحجاب والاختلاط بدل العزلة والثقافة بدل الجهالة) [2].
وعاد قاسم إلى مصر يحمل إلى أمته فكرة خطرة عرضها على أصدقائه فتردد بعضهم، وأيده أكثرهم، وخاصة الزعماء مثل: سعد زغلول ومصطفى كامل وأحمد لطفي السيد، [3] وكذلك علي شعراوي زوج هدى شعراوي -الملقبة بزعيمة الحركة النسائية وغيرهم ممن قال عنهم كرومر: أسميهم حباً في الاختصار أتباع المرحوم المفتي السابق الشيخ محمد عبده [4].
وأظهر قاسم فكرته تلك في كتابيه تحرير المرأة والمرأة الجديدة، وعند صدور الأول شك كثيرون في كونه كاتبه لما حواه الكتاب من عرض ومناقشة الأقوال الفقهية والأدلة الشرعية التي كان [1] انظر قاسم أمين: (20 و34). [2] قاسم أمين: (40). [3] سبق الكلام عن لطفي السيد، وسيأتي الحديث عن سعد زغلول، أما مصطفى كامل فيذكر مؤرخ حياته أنه كان له أم روحية فرنسية تدعى جولييت آدم. الخ، انظر مصطفى كامل حياته وكفاحه، أحمد رشاد: (71) مع أن بينه وبين قاسم خلافات كثيرة. [4] أحمد لطفي السيد: (137).