خارجة عن قوانين الحياء ولا يشم منها رائحة العهر، بل هي معدودة في باب الأدب. عجائب الآثار: 2/ 436 - 437.
وقد نمت هذه الفكرة وترعرعت حتى قيل صراحة: أن الحجاب وسيلة لستر الفواحش، وأن التبرج دليل على الشرف والبراءة، ومن ثم فلا علاقة بين الدين والأخلاق.
2 - إن هذا المجتمع الديوث يكرم المرأة ويحترمها، وفي المقابل نرى المجتمع الإسلامي يحافظ على العرض، لكنه يحتقر المرأة - حسب الواقع آنذاك -، وبذلك نصل إلى المفهوم الذي وجد في أوروبا نفسه وهو أن حقوق المرأة مرتبطة بتحررها من الدين، فما لم ينبذ الدين فلن تحصل على هذه الحقوق.
وقريب من قصد رفاعة ما قصده أحمد فارس الشدياق. إذ وصف بأسلوبه المقامي الخاص الحياة الغربية ووضع المرأة فيها في كتابه الساق على الساق [1].
وهكذا وجدت البذرة الأولى لما سمَّي (قضية المرأة)!
على أن الحركة التي تقوم على الوعي لا على السذاجة لم تكن منطلقة من آراء هذين - رفاعة والشدياق- وأمثالها، بل من أفكار شخصية أخرى هي شخصية جمال الدين الأسد أبادي -المعروف بالأفغاني.
كان جمال الدين متأثراً بشعارات الماسونية -التي رفعتها الثورة الفرنسية- لا سيما شعار المساواة، واعتقد أن من أعظم علل الشرق أن المرأة فيه ليست متساوية مع الرجل في الحقوق والواجبات، وكان من تلاميذه الذين سرت فيهم هذه الفكرة محمد عبده وقاسم أمين، [1] نظر مثلاً: فصل في وصف باريس: (623).