المجرد فليس غريباً أن ينكر الأناجيل برمتها ويقول مثل قولة دائرة المعارف البريطانية هذه.
ولندع رأي المعاصرين ولنعد إلى القرن الأول الميلادي حيث احتمال وجود الإنجيل أقوى وأرجح، فماذا نجد؟
يقول آدم كلارك أحد شارحي الأناجيل: "محقق أن الأناجيل الكثيرة الكاذبة كانت رائجة في أول القرون المسيحية، وكثرة هذه الأحوال الغير صحيحة (كذا) هَيَّجت لوقا على تحرير الإنجيل، ويوجد ذكر أكثر من سبعين من هذه الأناجيل الكاذبة والأجزاء الكثيرة من هذه الأناجيل باقية، وكان " فابري سيوس" جمع الأناجيل الكاذبة وطبعها في ثلاث مجلدات" [1].
هكذا قفز العدد من واحد إلى سبعين، والمسيحية لا تزال في مهدها، مما دفع لوقا إلى كتابة إنجيله، فأي هذه الأناجيل يا ترى الإنجيل الحقيقي الموحى إلى المسيح ما دمنا مسلِّمين بأن الله لم ينزل إليه إلا إنجيلاً واحداً؟
إن لوقا نفسه ليفتح لنا الطريق إلى الحقيقة النيرة التي تهدم الأناجيل كلها - ومنها إنجيله - وها هي ذي مقدمة إنجيله تنطق بها.
يقول لوقا في المقدمة: "إذا كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخُدَّاماً للكلمة، رأيت أنا أيضاً، إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق، أن أكتب إليك على التوالي أيها العزيز تاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علمت به" [2]. [1] إظهار الحق: (292)، وانظر: محمد رسولاً نبياً - عبد الرازق نوفل: (188). [2] انظر: أعمال الرسل من العهد الجديد صح: (1).