كان شيئاً سيئاً، كما أن السفاح كان سيئاً كذلك، أما الموقف الصائب الذي ينبغي أن نتخذه نحو هذا الدافع الجنسي فهو الفضيلة العمالية التي تتلخص في أن الإنسان ينبغي له يتزوج، ويخلص لزوجته وينجب أبناء عماليين، فإذا تساءلت: أليست هذه الفضيلة البورجوازية التي استنكرناها من قبل؟ قيل لك: إن هذا التساؤل أيها الرفيق يدل على أنك لازلت تفكر بالطريقة الآلية لا بالطريقة الجدلية، إن نظام الزواج الذي يعتبر في المجتمع الرأسمالي مظهراً من مظاهر الفساد والتحلل يتحول منطقياً إلى عكس ذلك في المجتمع العمالي السليم، فهل فهمت أيها الرفيق أم تحب أن أعيد عليك جوابي بطريقة محكمة أكثر من هذه؟ " [1].
وما تحدثنا عنه من التفكك الأسري والتفسخ الاجتماعي في الغرب موجود بعينه في الدول الشيوعية مع إضافة شيء آخر أكثر خطورة، وهو الشعور الدائم بالهلع والرقابة البوليسية والشك والحذر من كل إنسان، حتى أفراد الأسرة والواحد لا يمكن أن يقوم بينهم تواد وتفاهم كاملان كما يكون بين خلق الله الآخرين، وخير شاهد على ذلك قصة الطفل البطل الذي وشى بوالده إلى الحكومة فحكمت عليه بعشرة أعوام من السجن والعمل سخرة [2].
والمرأة -خاصة- تعاني شقاءً لا حدود له، فهي لا تملك أن تبث شكواها فضلاً عن المطالبة بشيء من حقوقها، حتى زميلاتها في المصنع أو المزرعة لا تستطيع أن تفاتحهن بكل ما يعتلج في صدرها، لأن احتمال تسرب ذلك إلى الإدارة ماثل للعيان، وعقوبته لا يطاق تصورها، وهى عاملة بحكم طبيعة النظام وصرامته، ولذلك فهي محرومة من إرضاء [1] المصدر السابق: (56 - 57). [2] انظر الديمقراطية والشيوعية: وليم أينشتاين: (162).