ويرجعون بالمدنية التي وصلنا إليها بآلاف السنين إلى حياة الغاب.
لذا فإني أرى بأن العالم سيظل قروناً بعد القضاء على الشيوعية حتى يستعيد كرامته وإنسانيته، إذ لابد من تربية جديدة صالحة حتى يكون إنساناً صالحاً [1].
أما فيما يتعلق بالزواج، فإن الزواج المعترف به من الوجهة النظرية في الغرب الرأسمالي باعتباره العلاقة المشروعة بين الجنسين لا يحظى بذلك هناك، فالشيوعية تعد الزواج وما ينشأ عنه من الأسرة وتربية الأطفال أثراً من آثار البورجوازية وبقية من تقاليد العصر الإقطاعي لا تليق بالمجتمع العمالي الحديث.
فالبيان الشيوعي يقول: "إن الأسرة البورجوازية سوف تختفي بشكل طبيعي باختفاء رأس المال، أما التهريج البورجوازي عن الأسرة وأهميتها في التربية وعن أهمية العلاقة بين الولد وأبويه فهو مما يثير الاشمئزاز، إن تقدم الصناعة الحديثة سوف يقطع كل الصلات العائلية بين أفراد الطبقة العاملة" [2].
ويتحدث آرثر كستلر -العضو السابق للحزب الشيوعي- عن المعادلة الشيوعية الصعبة فيقول: "أما بخصوص الدافع الجنسي فقد كان مقرراً ومعترفاً به إلا أنا كنا في حيرة بشأنه، كان نظام الأسرة كله عندنا أثراً من آثار النظام البورجوازي ينبغي نبذه، لأنه لا ينمي إلا الفردية والنفاق والاتجاه إلى اعتزال الصراع الطبقي، بينما الزواج البورجوازي لم يكن في نظرنا إلا شكلاً من أشكال البغاء يحظى برضاء المجتمع وموافقته، إلا أن السفاح والاتصال الجنسي العابر كان يعتبر أيضاً شيئاً سيئاً غير مقبول، من هذا نرى أن الفضيلة البورجوازية [1] انظر دوماز: عائد من الجحيم. مقتطفات: (56 - 65). [2] عن الصنم الذي هوى: (24).