غرائز الأمومة وعواطفها الأنثوية مقهورة مكبوتة، أما الأطفال فالمحاضن التي تقيمها لهم الدولة أكثر منها في الغرب، كما أنها أردأ منها في أساليب التربية ووسائل المعيشة، وهذا يضاعف البلاء الاجتماعي ويزيد المجتمع انحداراً إلى الهاوية.
وذلك الوضع لا تدعو إليه الظروف الاجتماعية فحسب، بل هو جزء من الفلسفة الشيوعية، فقد ذكر إنجلز أن من التدابير التي يجب على البروليتاريا أن تتخذها تربية جميع الأولاد منذ أن يصبحوا قادرين على الاستغناء عن عناية الأمهات في مؤسسات عامة تابعة للدولة وعلى حساب الأمة ... ، والحق المتساوي في الإرث للأولاد الشرعيين وغير الشرعيين [1].
وصفوة القول أن المجتمع الشيوعي هو أحط المجتمعات البشرية المعاصرة سواء من الناحية الأخلاقية أومن ناحية الطمأنينة النفسية والسعادة الاجتماعية، فهو مجتمع منحل مذعور يخيم عليه كابوس شقاء مطبق إلى حد أن الإنسان لا يستطيع أن يفكر في أمل حقيقي للخلاص.
وهذا التفسخ الفظيع والشقاء المريع الذي تعاني منه أوروبا اللادينية بشقيها الرأسمالي والشيوعي، هو النتيجة الطبيعية والعقوبة العاجلة لكفرها بالله وتنكرها لدينه والاحتكام إلى أهواء البشر وتخرصات المضللين، وإنه لمن سنن الله في خلقه أنه إن لم تعد إلى الله وتتمسك بهداه، فإن المستقبل سيكون أمر وأنكى. [1] نصوص من إنجلز: (48).