وحيال ذلك: ماذا في وسع المرأة أن تفعل؟ بأي شيء تواجه المجتمع النكد الذي يلهب ظهرها بالسياط، ويقطع عليها طريق العودة إلى فطرتها، ليس هناك إلا أحد سبيلين: إما الانتقام من هذا المجتمع الظالم بترويعه وتعكير صفوه، كما جاء في التقرير الذي نشرته الصحف من أنه بلغت عدد سرقات المتاجر الكبيرة في إنجلترا خلال عام (1960م) نحو (32194) سرقة، هذا عدا الحالات التي لم تبلغ لإدارة البوليس، والغريب أن (60%) من هذه السرقات ارتكبتها نساء جاوزن سن البلوغ، و (30%) ارتكبها ذكور أقل من السابعة عشرة، وتقول الإحصائيات: إن كل السارقات من النساء لم يكنَّ في حاجة للمال، [1] نعم إنها ليست الحاجة للمال، ولكنها الرغبة في الانتقام وتفريغ السخط.
وإما الانتقام من نفسها بالانتحار كما فعلت الممثلة الشهيرة مارلين مونرو، التي كتبت قبيل انتحارها نصيحة لبنات جنسها تقول فيها: "احذري المجد ... احذري من كل من يخدعك بالأضواء ... إنى أتعس امرأة على هذه الأرض ... لم أستطع أن أكون أماً ... إني امرأة أفضل البيت ... الحياة العائلية الشريفة على كل شيء ... إن سعادة المرأة الحقيقية في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة، بل إن هذه الحياة العائلية لهي رمز سعادة المرأة بل الإنسانية، وتقول في النهاية: لقد ظلمني كل الناس ... ، وأن العمل في السينما يجعل من المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة الزائفة".
وليس غريباً أن تؤكد الإحصائيات العالمية أن نسبة محاولات الانتحار عند النساء أكثر منها عند الرجال، يقول تقرير كتبه أحد [1] نفس المصدر السابق.