الأطباء الاجتماعيين في فيينا: وقد لوحظ أن النساء أكثر محاولة من الرجال، ففي عام (1948م) كان عدد المحاولات في النساء (381) وهذا يوافق (58.61%) من المجموع، وفي عام (1956م) كان العدد (590) أي بنسبه (56.73%)، وفي عام (1959) كانت النسبة (55.92%)، كما لوحظ أن نسبة المحاولات في الفتيان والفتيات الذين تتراوح أعمارهم بين (14) عاماً و (20) عاما ترتفع باستمرار، فعند الفتيان كانت النسبة في عام (48م) - (6.5%)، وفي عام (1956م) (6.53%)، وفي عام (1959م) (6.81%)، وأما عند الفتيات فالتصاعد مخيف، ففي عام (1948م) حاولت (50) فتاة الانتحار، وهذا يشكل نسبة (7.69%) من مجموع محاولات الانتحار في ذلك العام، وفي عام (1956م) حاولت (89) فتاة الانتحار، وهذا يشكل نسبة (8.55%) وفي عام (1959م) حاولت (150م) فتاة الانتحار، وهذا يعني نسبة (14.20%) وهذا يعني أن كل تسعة أيام توجد ست محاولات انتحار، أربع منها من جانب الفتيات، واثنتان من جانب الفتيان [1].
وهذا غير المصائب التي يوقعها المجتمع بالمرأة، والتي هي في الواقع معاول تهدم المجتمع بكامله؛ إذ لا انفصام بين مشكلة المرأة في ذاتها ومشكلة المجتمع الذي تعيش فيه، من ذلك ما نشرته الصحف الأمريكية في (1977م) من أن فتاة أمريكية في إحدى الولايات الوسطى بالقرب من مدينة غير مشهورة وجدت مقتولة، وقد طرحت جثتها في الغابة، وحمل البوليس الجثة إلى المستشفى، ونشر إعلانا يتضمن سن الفتاة وصفاتها الجسدية لكي يحضر قريبها لتسلم الجثة، فماذا كانت النتيجة؟ ... تقول الصحف: إن المستشفى تلقى (1200) مكالمة من أناس كل منهم يشك في أنها قريبتة، ويستوضح بعض صفات [1] المصدر السابق (273 - 274).