السنين الماضية لحصول على حق العمل والمساواة في العمل مع الرجال، والرجال ليسوا أغبياء، فقد شجعونا على ذلك معلنين أنه لا مانع مطلقاً من أن تعمل الزوجة، وتضاعف دخل الزوج، ومن المحزن أن نجد بعد أن أثبتنا نحن النساء أننا الجنس اللطيف أننا نعود اليوم لنتساوى في الجهد والعرق الذي كان من نصيب الرجل وحده" [1].
وفي استفتاء لمعهد غالوب في أمريكا:
إن المرأة متعبة الآن، ويفضل (65%) من نساء أمريكا العودة إلى منازلهم، كانت المرأة تتوهم أنها بلغت أمنية العمل، أما اليوم وقد أدمت عثرات الطريق قدمها واستنزفت الجهود قواها، فإنها تود الرجوع إلى عشها لاحتضان فراخها [2].
ولكن المرأة الغربية المنكوبة إذ تحاول الرجوع إلى البيت ووظيفة الأمومة لا تستطيع، لأن المشكلة اتسع نطاقها إلى درجة تتعذر معها العودة الحقيقية، ولو حصل شيء من ذلك فإن المجتمع الذي تعود الانحلال والاختلاط يستنكره ويأباه، بل أصبح الزواج رغم هشاشته مصدر إزعاج للقائمين على تلك المجتمعات فقد طلعت الصحافة الغربية يوماً بخبر يقول: "انزعجت السلطات التعليمية في اسكتلندا بسبب موجة الزواج التي تعصف بالمدرسات، فقد تبين أنه من خلال عام (1960م) عينت (1563م) مدرسة في سكتلندا، وفي نهاية العام الدراسي تركت ألف منهن الوظيفة للزواج، وقالت السلطات إن الزواج يهدد النظام المدرسي" [3]. [1] مجلة الاعتصام العدد (3) السنة (1398هـ). [2] المرأة بين الفقه والقانون (259). [3] المصدر السابق: (257 - 268).