اسم الکتاب : أمالي ابن الحاجب المؤلف : ابن الحاجب الجزء : 1 صفحة : 262
القائمة، فنبه على أن المراد أنها قائمة بقوله: مسندة، لأن الأخشاب لا تسند إلا وهي قائمة لاستغنائها عن الاستناد في غيره قيامها. وقد تقدم أن المراد عدم فقههم مع عظم أجسامهم، فناسب ذلك تشبيههم بالأخشاب القائمة وهي المسندة. والثاني: التنبيه على أنهم لا فائدة فيهم كالخشب عند عدم استعماله، فإن الخشب القائم ليسقف عليه أو غير القائم ليسقف به [1]، فيه فائدة. وأما المسندة فلا فائدة فيها في حال كونها مسندة" [2]. والله أعلم بالصواب.
[إملاء 113]
[معنى "أو" في قوله تعالى: {أو تفرضوا لهن فريضة}]
وقال أيضاً مملياً بدمشق سنة أربع وعشرين على قوله تعالى: {لا جناح عليكم إن طلقتم النساء ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة} ([3]):
اختلف في (أو) هذه. فقيل: إنها التي بمعنى: إلا أن [4]، أو: إلى أن، فيكون (تفرضوا) في موضع نصب بإضمار "أن" أو بـ "أو" على رأي. وقيل: إن (أو) عاطفة على قوله: (تمسوهن)، أي: ما لم تمسوهن أو تفرضوا لهن فريضة، فيكون مجزوماً بالعطف على (تمسوهن) [5]. وإنما خالف الأولون الظاهر [1] به: سقطت من م. [2] قال الزمخشري: "شبهوا في استنادهم وما هم إلا أجرام خالية عن الإيمان والخير بالخشب المسندة إلى الحائط، ولأن الخشب إذا انتفع به كان في سقف أو جدار أو غيرهما من مظان الانتفاع. وما دام متروكاً فارغاً غير منتفع به أسند إلى الحائط فشبهوا به في عدم الانتفاع". الكشاف 4/ 109. [3] البقرة: 236. [4] قال الزمخشري: "أو تفرضوا: إلا أن تفرضوا لهن فريضة، أو حتى تفرضوا". الكشاف 1/ 374. [5] قال أبو حيان: "والفعل بعد أن معطوف على تمسوهن، فهو مجزوم، أو معطوف على مصدر متوهم فهو منصوب على إضمار أن بعد أو بمعنى إلا، التقدير: ما لم تمسوهن إلا أن تفرضوا لهن فريضة، أو معطوف على جملة محذوفة، التقدير: فرضتم أو لم تفرضوا". البحر المحيط 2/ 231.
اسم الکتاب : أمالي ابن الحاجب المؤلف : ابن الحاجب الجزء : 1 صفحة : 262