responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش    الجزء : 1  صفحة : 176
والمعدولُ بابُه السماعُ. ألا ترى أنهم لم يقولوا في "مالِكٍ": "مُلَكُ"، ولا في "حارِثٍ": "حُرَثُ"، كما قالوا: "عُمَرُ"، و"زُفَرُ".
والمعدول على ضربَيْن: معرفةٌ، ونكرةٌ. فالمعرفةُ قد تقدّم ذِكْرُها، وهو نحو "عمر"، و"زفر"، وهو من قبيل المرتجَل, لأنّه يُغير في حال العلميّة، فلو نكر لانصرف، نحوَ قولك: "مررت بزُحَلَ، وزحلٍ آخرَ؛ وعُمَرَ، وعُمَرٍ آخر"، لبَقائه بلا سبب؛ لأنه لمّا زال التعريفُ بالتنكير، زال العدلُ أيضًا؛ لأنه إنما كان عُدل عن معرفة علمٍ؛ فإذا نُكّر، لم يكن ذلك العَلَمُ مرادًا فانصرف.
وأمّا المعدول في حال التنكير، فنحو: "أُحَادَ"، و "ثُلَاثَ"، و"رُبَاعَ"، وما كان منها نكراتٍ، بد ليل قوله تعالي: {أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} [1]، فـ "مثنى"، و"ثلاث"، و"رباع"، في موضع الصفة لـ "أجنحة"، وهي نكرةٌ. قال الشاعر [من الطويل]:
106 - ولكِنَّما اْهْلِي بِواب أنِيسُهُ ... ذِئابٌ تَبَغى الناسَ مَثْنَى ومَوْحَدُ (2)
فأجراه وصفًا لـ "ذئاب"، وهو نكرةٌ؛ وصفة النكرة نكرةٌ. والمانع له من الصرف

فاطر: 1.
(2) في الطبعتين: "وموحدٌ"، وهذا خطأ ..
106 - التخريج: البيت لساعدة بن جؤية الهذلي في شرح أشعار الهذليين ص 1166؛ وشرح أبيات سيبويه 2/ 235؛ وشرح شواهد المغني 2/ 942؛ والمقاصد النحوية 4/ 350؛ وبلا نسبة في أدب الكاتب ص 567؛ والجنى الداني ص 619؛ واللمع ص 238؛ وما ينصرف وما لا ينصرف ص 44؛ والمقتضب 3/ 381.
اللغة: أنيسه: ضد وحشه، ولعلّها معدولة عن أناسه. تبغّى: تطلب.
المعنى: إن أهلى موجودون في وادٍ تسكنه الحيوانات المتوحشة، فألطف وآنس ما فيه ذئاب تطلب الناس وتطاردها واحدًا واحدًا، أو اثنين معًا. أو: هم في واد بشره كالذئاب التي تطارد الناس.
الإعراب: "ولكنما": الواو: حرف استئناف، "لكنما": كافّة ومكفوفة. "أهلي": مبتدأ موفوع بالضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء: ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة. "بواد": جار ومجرور بكسرة مقدّرة على الياء المحذوفة بسبب تنوين الاسم المقصور، متعلّقان بخبر "أهلى" المحذوف، بتقدير "أهلي موجودون أو مقيمون". "أنيسه": مبتدأ موفوع بالضمّة، والهاء: ضمير متصل في محل جرّ بالإضافة. "ذئاب": خبر "أنيسه" مرفوع بالضمّة. "تبغى": (أصلها تتبغى) فعل مضارع مرفوع بضمّة مقدّرة على الألف، والفاعل ضمير مستتر تقديره "هى". "الناس": مفعول به منصوب بالفتحة. "مثنى": صفة "ذئاب" مرفوعة بضمّة مقدّرة على الألف "وموحد": الواو: للعطف، "موحد": معطوف على "مثنى" موفوع بالضمّة.
وجملة "أهلي مقيمون": استئنافية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة "أنيسه ذئاب": في محلّ جرّ صفة لـ"الوادى". وجملة "تبغى": في محل رفع صفة لـ"ذئاب".
والشاهد فيه قوله: "مثنى وموحد" حث جاء بالعددين "واحد واثنان" معدولين إلى "مثنى" و"موحد"، فمنعهما من الصرف ولم ينوّنهما، والمانع له من الصرف هو الوصف.
اسم الکتاب : شرح المفصل المؤلف : ابن يعيش    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست